ارتفعت أسعار الذهب المحلي بشكل ملحوظ، حيث يقترب من تحقيق مكاسب شهرية بنحو 385 جنيهًا، مدفوعًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وسجل جرام الذهب عيار 21 ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى 5075 جنيهًا، مما يعكس الأداء القوي للذهب في الأسواق المحلية والعالمية، حيث شهدت الأوقية أيضًا قفزات ملحوظة، مما يعزز من مكانة الذهب كاستثمار آمن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال الأسبوع الماضي زيادة ملحوظة بنسبة 2.1%، وذلك بفضل ارتفاع أسعار الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 2%، يعود هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب العالمي على الملاذات الآمنة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لتقرير من منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

أسعار الذهب وعياراته

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن جرام الذهب عيار 21، والذي يعد الأكثر تداولًا في السوق المصري، شهد ارتفاعًا قدره 105 جنيهات خلال الأسبوع، حيث بدأت التعاملات عند 4970 جنيهًا وبلغت ذروتها عند 5100 جنيه، ليغلق الأسبوع عند 5075 جنيهًا. وفي السياق العالمي، سجلت الأوقية ارتفاعًا قدره 75 دولارًا، حيث بدأت عند 3685 دولارًا وارتفعت إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3791 دولارًا، لتغلق عند 3760 دولارًا للأوقية.

اتجاهات السوق العالمية

تشير البيانات إلى أن جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 5800 جنيه، بينما بلغ سعر عيار 18 نحو 4350 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3384 جنيهًا، كما استقر سعر الجنيه الذهب عند 40600 جنيه. يتجه الذهب في الأسواق المحلية نحو ختام شهر سبتمبر مع ارتفاعات قد تتجاوز 385 جنيهًا، وبنسبة تقارب 11%، بينما قد تتجاوز مكاسب الأوقية في البورصة العالمية 313 دولارًا، وبنسبة 9%.

صعود تاريخي للمعادن النفيسة

تعيش الأسواق العالمية موجة من الارتفاعات القوية للمعادن النفيسة، حيث ارتفع الذهب بنسبة 43% منذ بداية العام، بينما سجلت الفضة زيادة بنسبة 55% والبلاتين بنسبة 71%، مما يعكس اختراقات تاريخية لمستويات سعرية غير مسبوقة. من بداية يناير، قفز السعر الفوري للذهب بنحو 43% إلى 3760 دولارًا للأونصة، متفوقًا على معظم فئات الأصول، وهو أقوى أداء سنوي منذ عام 1979.

توقعات السوق

تشير التوقعات إلى أن هذه الارتفاعات ليست عرضية، بل تعكس مجموعة من العوامل الاقتصادية، مثل تفاقم الديون السيادية وضعف الدولار الأمريكي، مع توجه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة. كما شهدت صناديق الذهب تدفقات ضخمة، مما يعكس عودة قوية للطلب الاستثماري، رغم التحذيرات من تشبع السوق على المدى القصير.

بيانات اقتصادية داعمة

أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) ظل دون مستوى 3%، مما يعزز فرص خفض الفائدة خلال ما تبقى من العام، ورغم استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن تراجع وتيرة التضخم يشجع الأسواق على التسعير المسبق لخفض الفائدة.

ختام

إن التغيرات المستمرة في أسعار الذهب والمعادن النفيسة تعتمد على مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، مما يجعلها موضوعًا يستحق المتابعة المستمرة، حيث ينتظر المستثمرون مجموعة من البيانات الأمريكية المهمة التي قد تحدد مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال الربع الأخير من العام.