في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، جاء خطاب بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون بمثابة نقطة انطلاق للانتقادات اللاذعة من الإعلام العبري، حيث اعتبرت الصحف العبرية أن نتنياهو أصبح “العجوز الذي فقد لمسته”، مما يعكس العزلة التي تعيشها إسرائيل على الساحة الدولية، ولم ينجح الخطاب في تقديم رؤية واضحة حول مستقبل الصراع في غزة، بل كان مليئًا بالأساليب القديمة التي لم تعد تجذب الانتباه، فحتى انسحاب الوفود من القاعة قبل انتهاء الخطاب كان بمثابة رسالة واضحة عن عدم اهتمام العالم بما يقوله، ويبدو أن نتنياهو، رغم محاولاته المتكررة، لم يعد قادرًا على التواصل بفعالية مع المجتمع الدولي، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان لديه أي استراتيجية فعالة لإنهاء الصراع أو تحسين العلاقات مع الدول الأخرى.

خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة: عزلة سياسية وسخرية عالمية

تحولت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مادة للسخرية والانتقاد في الإعلام العبري، حيث قاطعت وفود عشرات الدول خطابه دعمًا لفلسطين واحتجاجًا على الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 230 ألف شخص، مما يعكس بشكل واضح حالة من الاستياء العالمي تجاه السياسات الإسرائيلية الحالية.

على الرغم من أن الخطاب الذي استمر نحو 40 دقيقة كان من المفترض أن يعرض رؤية إسرائيل للعالم، إلا أن الصحف العبرية اعتبرت أن ما قدمه نتنياهو لم يكن سوى تكرار لأساليب قديمة، معبرة عن عزلة رئيس الحكومة السياسية، حيث اعتبرت أن ما تبقى من خطابه ليس سوى مشاهد وصور أثارت السخرية أكثر مما أقنعت. وقد خصصت صحيفة "هآرتس" مساحة واسعة لتعليقها على انسحاب ممثلي الدول من القاعة قبل بدء الخطاب، مشيرة إلى أن هذا التصرف يعكس حجم العزلة التي تعيشها إسرائيل.

انتقادات حادة من وسائل الإعلام الإسرائيلية

في مقالها، أكدت "هآرتس" أن نتنياهو لم يقدم شيئًا جديدًا، بل ركز على جمهور محدود داخل القاعة، بل وحتى للناس في غزة عبر مكبرات الصوت، مما يعكس عدم نيته في إنهاء الحرب، ووصفت الصحيفة نتنياهو بأنه "ساحر عجوز فقد لمسته"، مشيرة إلى حيل قديمة مثل الورق المقوى والعلامات المعروفة، بالإضافة إلى بعض الحيل الجديدة التي اعتبرتها "مقززة". كما سلطت الضوء على الأخطاء اللغوية التي وقع فيها، مثل ذكر إيران بدلًا من إسرائيل، مما أضاف إلى فوضى الخطاب.

ردود فعل متباينة وتأثير ترامب

بينما اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن خطاب نتنياهو لم يحدد مستقبل حرب غزة أو مصير الأسرى الإسرائيليين، واصفة إياه بأنه مجرد ضجيج في الخلفية، جاء تصريح دونالد ترامب بعد دقائق من الخطاب ليحول الأنظار نحو اتفاق وشيك في غزة، مما جعل خطاب نتنياهو يبدو أقل أهمية. وقد أشار موقع "واللا" العبري إلى أن خطاب نتنياهو كان محاولة إعلامية لنقل صورة إيجابية عن إسرائيل، لكن العالم تعامل معه كخطاب لمجرم حرب، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في الساحة الدولية.

خطاب نتنياهو

في النهاية، يبقى خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة شاهدًا على العزلة السياسية التي تعيشها إسرائيل، وكيف يمكن أن تؤثر الأحداث العالمية على صورة الدولة في المجتمع الدولي، مما يتطلب إعادة تقييم للسياسات الحالية والاستراتيجيات المستقبلية.