في سياق الأحداث المتسارعة في غزة، يظهر توني بلير كمرشح محتمل لقيادة إدارة انتقالية تهدف إلى إعادة الإعمار بعد النزاع الأخير، حيث تتجه الأنظار نحو تشكيل هيئة إشرافية تحت مسمى “السلطة الدولية الانتقالية لغزة”، والتي ستعمل على إدارة القطاع لعدة سنوات قبل تسليمه للسلطة الفلسطينية، ويبدو أن هذه الخطة تحظى بدعم من البيت الأبيض، مما يثير تساؤلات حول موقف الدول العربية ودورها في قبول هذا السيناريو، خاصة أن الخلفية المثيرة للجدل لبلير بسبب حرب العراق قد تؤثر على قبوله من قبل الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، يبقى مستقبل غزة معلقًا على المفاوضات الجارية بين القوى الكبرى، مما يجعل السيناريو الجديد محور اهتمام عالمي في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة.

توني بلير يقود إدارة مؤقتة في غزة

بحسب تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، يُجري التحضير لتولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قيادة إدارة مؤقتة في قطاع غزة، بهدف الإشراف على إعادة الإعمار بعد الحرب، حيث تقترح الخطة أن يترأس بلير هيئة إشرافية تُسمى "السلطة الدولية الانتقالية لغزة"، والتي ستدير القطاع لعدة سنوات قبل تسليمه إلى السلطة الفلسطينية، وفقًا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

دعم البيت الأبيض والجدل المحيط بالترشيح

الخطة، التي لا تشمل ترحيل الفلسطينيين، حظيت بدعم من البيت الأبيض بعد اجتماع بلير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس الماضي لمناقشة مستقبل غزة، ومع ذلك، أشار المراسل الأمريكي لشبكة سكاي نيوز البريطانية، مارك ستون، إلى أن تقارير ترشيح بلير أثارت شكوكًا، حيث أكد مصدر خليجي مقرّب من المفاوضات أنها "غير صحيحة"، في حين قال مصدر مقرب من ترامب إنه "لم يسمع بذلك"، بينما لم ينفِ مصدر مقرب من بلير الأمر.

خلفية بلير وتأثيرها على السيناريو المحتمل

ستون أوضح أن بلير كان خلال الأشهر الماضية جزءًا محوريًا في مناقشات "اليوم التالي لغزة"، بالتنسيق مع جاريد كوشنر، صهر ترامب، حيث أجرى زيارات متكررة للبيت الأبيض وشارك في اجتماعات رفيعة المستوى، ومع ذلك، فإن خلفية بلير المثيرة للجدل بسبب حرب العراق تجعل مشاركته في ملف غزة خطوة غير مريحة للكثيرين، خصوصًا أن المقترح يشبه إلى حد كبير "سلطة الائتلاف المؤقتة" التي أدارها الأمريكي بول بريمر في العراق والتي وُصفت بالفشل الذريع، بينما لم يتأكد بعد ما إذا كان بلير سيقود إدارة غزة الانتقالية، فإن السيناريو قد يصبح واقعًا في غياب بدائل أخرى، حيث سيدعمه ترامب، وإسرائيل ستدعمه، والدول العربية قد تجد نفسها مضطرة للقبول به، خاصة أن الفكرة تُعتبر "أخف ضررًا" مقارنة بخطط سابقة أكثر تطرفًا طرحتها إدارة ترامب مثل جعل غزة "ريفييرا" أو وضعها تحت سيطرة أمريكية.

الدبلوماسية حول مستقبل غزة

المحادثات حول مستقبل غزة والضفة الغربية هيمنت على أروقة الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة، مع إعلان دول عدة – بينها بريطانيا وفرنسا – الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، مما يعكس أهمية هذا الملف في الساحة الدولية.