أثارت الأحداث الأخيرة حول الاعتراف الدولي بفلسطين جدلاً واسعاً في الإعلام العبري حيث اعتبرت بعض الصحف أن هذا الاعتراف يشكل “كارثة دبلوماسية” على إسرائيل وقد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة يبرز ذلك من خلال التعليقات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين الذين حذروا من تداعيات هذا الاعتراف وأكدوا على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة للرد على الدول التي دعمت هذه المبادرة كما تناولت التقارير المخاوف من تأثير هذه الخطوة على العلاقات الدولية لإسرائيل، خاصة مع دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا التي تقود هذا الاعتراف مما يزيد من تعقيد الموقف الدبلوماسي الإسرائيلي ويجعل الحكومة أمام تحديات جديدة تتطلب استراتيجيات مدروسة لتحقيق التوازن بين الضغوط الداخلية والمخاوف الخارجية.

الجدل حول الاعتراف بدولة فلسطين

أثار الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، بقيادة دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، جدلاً واسعًا في إسرائيل، حيث انقسمت الآراء بين تحذيرات من “كارثة دبلوماسية” ومطالبات بردود قاسية قد تصل إلى ضم الأراضي، واهتمت الصحف العبرية بتسليط الضوء على المعضلة التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بين الضغوط الداخلية للرد بعنف، والمخاوف الخارجية من دفع المزيد من الدول للانضمام لموجة الاعتراف.

تحذيرات من ردود فعل متطرفة

نشر موقع “ماكو” التابع للقناة 12 الإسرائيلية مقالًا يتحدث عن قلق إسرائيل بشأن ما وصفه بـ”الانحراف السياسي” وموجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تل أبيب كان ينبغي عليها الاستعداد بشكل أفضل، لو أنها أوقفت التصريحات غير المسؤولة في الوقت المناسب، لربما كان بالإمكان تقليل الضرر المحتمل في هذا السياق، ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هذه الخطوة بأنها “كارثة دبلوماسية” كانت يمكن تجنبها، واعتبرها “خطوة ضارة ومكافأة للإرهاب”.

الخطط الإسرائيلية للرد

إسرائيل تنوي الرد على موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث يتجه التركيز نحو فرنسا بصفتها المحرك الرئيسي وراء هذه المبادرة، ووفقًا لموقع “ماكو”، فإن هناك خيارات دبلوماسية مطروحة، مثل إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، لكن هذا قد يعني نقل القنصلية إلى رام الله، بالإضافة إلى وجود إجراءات أمنية أخرى مثل خطة ضم غور الأردن، وتزايد الضغوط على نتنياهو لاتخاذ خطوات أوسع تشمل تغيير تصنيف الأراضي في الضفة الغربية، وهو ما يُناقَش حاليًا في اجتماعات مغلقة مع احتمال طرحه خلال لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مخاوف من العزلة الدولية

إسرائيل تسعى لردٍ يضر بفرنسا والدول المعنية دون دفع المزيد من الدول للانضمام لموجة الاعتراف، مع وجود دول هددت بأنها ستعترف بدولة فلسطين إذا أقدمت إسرائيل على الضم، وفي سياق ذلك، تتزايد الضغوط داخل الائتلاف الحكومي، خصوصًا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يرى أن “الرد الصهيوني المناسب هو الضم”، لكن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى عواقب سلبية على العلاقات الدولية، كما حدث سابقًا قبل توقيع اتفاقيات إبراهيم، حيث كان الخيار بين الضم أو السلام، وقد اختار نتنياهو السلام آنذاك، مما يجعل الوضع الحالي أكثر تعقيدًا.