في الآونة الأخيرة، ظهرت أنباء عن تشكيل ميليشيا جديدة في غزة يقودها حسام الأسطل، وهو ضابط سابق في أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث تسعى هذه المجموعة المسماة “القوة الضاربة ضد الإرهاب” إلى تقديم نفسها كبديل لحركة حماس، وقد أثار هذا التشكيل ردود فعل متباينة داخل المجتمع الفلسطيني، خاصة بعد أن أعلنت عائلة الأسطل براءتها منه، مشددة على أن أفعاله لا تعكس قيمها الوطنية، ويأتي هذا التبرؤ في وقت حساس حيث يعاني قطاع غزة من أزمات متراكمة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه الميليشيا وأهدافها، خاصة في ظل تزايد الحديث عن تنسيق مع جهات خارجية، مما يعكس مشهدًا معقدًا يتطلب فحصًا دقيقًا للواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة، فهل ستنجح هذه الميليشيا في تحقيق أهدافها أم ستبقى مجرد محاولة يائسة في ظل الأوضاع الراهنة؟
تشكيل مسلح جديد في غزة: "القوة الضاربة ضد الإرهاب"
كشفت وسائل إعلام عبرية هذا الأسبوع عن ظهور تشكيل مسلح جديد في جنوب قطاع غزة، يقوده حسام الأسطل، الضابط السابق في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وقد أطلق على المجموعة اسم "القوة الضاربة ضد الإرهاب"، حيث تدعو سكان شرقي خان يونس للانضمام إليها، وتطرح نفسها كبديل لحكم حركة حماس، وقد أجرى الأسطل مقابلات مع القناة 12 العبرية وصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، حيث تحدث بالعبرية بطلاقة، موجهًا خطابه للجمهور الإسرائيلي، وأوضح أنه بدأ التشكيل بأربعة عناصر فقط، لكنه توسع لاحقًا مع انضمام آخرين، مؤكدًا أنه يراجع المنضمين للتأكد من عدم وجود صلات لهم بحركة حماس.
الأمان والمساعدة: دعم مشبوه
في حديثه، أكد الأسطل أن هدفه هو أن يكون "البديل بعد الحرب"، مشيرًا إلى أن السكان يريدون السلام والعيش مع إسرائيل، وقد عرض خلال اللقاءات لقطات لمواد تموينية مكتوب عليها بالعبرية، مدعيًا أن المعونات من طعام ومياه وكهرباء تصل إلى معسكره في غزة من جهات مرتبطة بإسرائيل، كما زعم أن مجموعته حصلت على أسلحة ومعدات من "قنوات متعددة"، تشمل دولًا عربية وغربية، مع وجود "تنسيق جزئي" مع إسرائيل يوفر له الأمان والمساعدة، وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن تقارير إسرائيلية ربطت تشكيل مثل هذه الميليشيات بتنسيق غير معلن مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، لكن السلطات الإسرائيلية الرسمية امتنعت عن التعليق المباشر.
تبرؤ عائلي وقلق دولي
في سياق متصل، أصدرت عائلة الأسطل بيانًا رسميًا أعلنت فيه براءتها من حسام الأسطل، مؤكدة أن أفعاله لا تمثل العائلة ولا قيمها الوطنية والأخلاقية، وأنه "خارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني"، وأشارت العائلة إلى التزامها بالقيم الدينية والعادات الأصيلة، محذرة أبناءها من أي انحراف عن الصف الوطني، وداعية إياهم للتمسك بالمبادئ التي نشأوا عليها، كما حذرت منظمات دولية من خطر تحول هذه المجموعات إلى فصائل مسلحة مستقلة قد تعمق الفوضى وتضرب الاستقرار المدني، مما يثير القلق حول مستقبل الوضع في غزة.
التعليقات