في سياق التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية، جاء رد عمرو موسى ليعكس واقعًا مختلفًا حيث قال له أن يقول ما يشاء لكن الحقيقة أن الاعتراف الدولي بفلسطين يتزايد بشكل ملحوظ، فبعد اعتراف بريطانيا، باتت القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام الدولي، وهذا ما يضعف الموقف الإسرائيلي في الساحة العالمية، فالأغلبية الساحقة من دول العالم باتت تعترف بحق الفلسطينيين في دولتهم، وهو ما يعكس تحولًا تاريخيًا مهمًا في مسار القضية، حيث أن اعترافات العديد من الدول مثل كندا وأستراليا تعزز من هذا الاتجاه، مما يبعث برسالة قوية ضد محاولات العبث بالكرامة العربية ويؤكد على أهمية الوحدة في هذا السياق.

اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين: تحول تاريخي يؤثر على الساحة الدولية

في تصريحات تحمل دلالات عميقة، وصف عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، قرار بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين بأنه تحول سياسي وتاريخي يتجاوز حدود القضية الفلسطينية، حيث أشار إلى أن هذه الخطوة قد تُفهم كتصحيح لموقف تاريخي مرتبط بوعد بلفور، أو كبداية لمرحلة جديدة في مسار القضية الفلسطينية، ما يجعلها خطوة ذات مغزى كبير في السياق الدولي.

تأثير الاعتراف على القضية الفلسطينية

خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" عبر قناة إم بي سي مصر، أكد موسى أن اعتراف بريطانيا، التي كانت لها دور مركزي في تأسيس المشروع الصهيوني، يعزز من زخم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، حيث بلغ عدد الدول التي تعترف بفلسطين حوالي 80% من دول العالم، وهو ما يشير إلى تحول ملحوظ في الموقف الدولي تجاه هذه القضية.

ردود الفعل الإسرائيلية والتداعيات الإقليمية

ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رفض إقامة دولة فلسطينية، قال موسى إن "له أن يقول ما يشاء، لكن الواقع يؤكد أن الأغلبية تعترف بفلسطين"، مضيفًا أن اعتراف أربعة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يعزز من موقف القضية الفلسطينية ويضعف من موقف تل أبيب على الساحة الدولية، كما أن هذه الخطوة تحمل رسائل تتجاوز فلسطين، في ظل الأزمات الراهنة في المنطقة، مثل غزة ولبنان وسوريا، معتبرًا أنها تمثل رسالة ضد "العبث بالكرامة العربية".

صورة توضيحية

في الختام، أكد موسى أن القضية الفلسطينية لا تزال قادرة على التأثير في التوازنات الإقليمية والدولية، مشددًا على أن اعتراف بريطانيا يعيد الثقة إلى القانون الدولي الذي تم تهميشه لفترة طويلة، مما يفتح الأبواب لمزيد من الدول للاعتراف بفلسطين، مثل كندا وأستراليا وإسبانيا وإيرلندا، مما قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية في مسار هذه القضية.