أثار إعلان ترامب المرتقب عن أبحاث “التوحد” اهتماماً واسعاً في الأوساط العلمية والمجتمعية، حيث ينتظر الكثيرون معرفة الأسباب الجديدة المحتملة التي قد تكشف عنها هذه الأبحاث، خاصة مع التركيز على دور اللقاحات والنظام الغذائي في تفشي هذا الاضطراب، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن الفحوصات المرتقبة قد تسلط الضوء على العلاقة بين تناول “التايلينول” خلال الحمل ومستويات حمض الفوليك، مما قد يفتح آفاقاً جديدة لفهم التوحد، ورغم الجدل القائم حول هذا الموضوع، يبقى الأمل معقوداً على نتائج هذه الأبحاث في تقديم رؤى جديدة حول أسباب التوحد وكيفية التعامل معه بشكل أفضل في المستقبل.

تصريحات ترامب حول التوحد: ترقب وإثارة للجدل

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول "إعلان مهم عن نتائج أبحاث مرض التوحد يوم غد الاثنين"، حالة من الترقب والفضول في الأوساط الصحية والسياسية، حيث تأتي هذه التصريحات في وقت حساس منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي، إذ أثار ترامب جدلاً حول عدة قضايا صحية، بما في ذلك تعيينه "روبرت إف كينيدي جونيور"، المعروف بمواقفه المشككة في اللقاحات الطبية.

جهود كينيدي في البحث عن أسباب التوحد

تعهد كينيدي بعد شهرين من توليه وزارة الصحة بإجراء اختبارات لتحديد أسباب مرض التوحد خلال خمسة أشهر، حيث صرح في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أنه سيقوم بفحص اللقاحات، النظام الغذائي، المياه، الهواء، وأساليب التربية، وكل ما قد يكون له تأثير على هذا الوباء. ومع ذلك، أكدت جمعية التوحد الأمريكية أن معرفة أسباب اضطراب طيف التوحد لن تكون سهلة، واصفين جهود كينيدي بأنها "مضللة وغير واقعية"، مشيرين إلى أن "(التوحد) ليس مرضاً مزمناً ولا عدوى".

دراسة الروابط المحتملة بين الأدوية والتوحد

في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تم الإشارة إلى أن وزير الصحة الأمريكي يعتزم الإعلان عن أن استخدام النساء الحوامل لأدوية مسكنة للألم، مثل "تايلينول"، قد تكون مرتبطة بمرض التوحد. وفقاً للمصادر، سيقترح التقرير دواء مشتقاً من حمض الفوليك كعلاج لأعراض اضطراب النمو، مشيراً إلى أن أحد الأسباب المحتملة لمرض التوحد هو انخفاض مستويات حمض الفوليك، وهو فيتامين أساسي.

جدل حول اللقاحات ونظريات المؤامرة

إلى جانب التشكيك في علاقة اللقاحات بمرض التوحد، أثار كينيدي جدلاً كبيراً بعد تكليفه "ديفيد جير"، الذي يُعتبر من أصحاب نظريات المؤامرة، بإجراء الأبحاث حول التوحد واللقاحات. وقد أعرب الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي عن قلقهم من هذا التعيين، حيث كتبوا في رسالة إلى وزارة الصحة أنهم "قلقون من اختيار شخص متحيز وفقد مصداقيته". في ظل هذه الأجواء، يبقى من غير الواضح ما إذا كان التقرير الذي أعدته وزارة الصحة الأمريكية سيحظى بتأييد المجتمعات العلمية والطبية، أو ما إذا كان سيقدم طرحاً موضوعياً في ظل الشكوك حول توجهات وزير الصحة.

الخاتمة

مع استمرار النقاش حول مرض التوحد، تظل الأبحاث والدراسات ضرورية لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذا الاضطراب، حيث تشير بعض الدراسات إلى دور العوامل الجينية والبيئية. في هذا السياق، سيكون من المهم متابعة نتائج الأبحاث والتقارير القادمة، لفهم أعمق حول هذا الموضوع المعقد.