في حادثة مثيرة للجدل استمرت لمدة 50 دقيقة اتهمت رومانيا روسيا باختراق مجالها الجوي مما أثار توتراً في العلاقات بين البلدين ويأتي هذا الاتهام في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة حيث تعتبر الأجواء الرومانية حساسة جداً في ظل التهديدات المحتملة من القوى الخارجية وتُظهر هذه الحادثة أهمية تعزيز الدفاع الجوي واليقظة في مواجهة أي انتهاكات قد تهدد السيادة الوطنية وقد أكدت رومانيا أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مجالها الجوي من أي اعتداءات مستقبلية مما يعكس التزامها بأمنها القومي واستقرار المنطقة.

طائرة مسيّرة روسية تثير القلق في الأجواء الرومانية

في يوم السبت الموافق 14 سبتمبر 2025، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية عن رصد طائرة مسيّرة قادمة من روسيا، وقد أثار هذا الحادث قلقًا كبيرًا في الأوساط السياسية والأمنية. وفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، فإن الطائرة من طراز "جيران"، وهو النوع الذي تستخدمه روسيا في هجماتها على أوكرانيا، مما يعكس توتر الأوضاع في المنطقة ويزيد من المخاوف بشأن الأمن الإقليمي.

انتهاك القانون الدولي

تعتبر وزارة الدفاع الرومانية أن مثل هذه الحوادث تُظهر افتقار روسيا لاحترام القانون الدولي، حيث إن وجود الطائرة المسيّرة في الأجواء الرومانية لمدة تقارب 50 دقيقة يعرض سلامة المواطنين الرومانيين للخطر، بالإضافة إلى تهديد الأمن الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تسعى الدول الأعضاء فيه إلى تعزيز التعاون الأمني. الطائرة حلقت على طول فرع "كيليا" من نهر الدانوب، الذي يشكل الحدود مع أوكرانيا، قبل أن تعود باتجاه الأراضي الأوكرانية بالقرب من قرية "باردينا".

ردود الفعل العسكرية

في إطار التعامل مع هذا الحادث، أقلعت مقاتلتان رومانيتان من طراز (إف 16) لمراقبة الطائرة، كما شاركت طائرتان ألمانيتان من طراز يوروفايتر تايفون في عملية المراقبة. وعلى الرغم من أن الطيارين الرومانيين حصلوا على إذن لإسقاط الطائرة، إلا أنهم قرروا عدم القيام بذلك لتجنب المخاطر الجانبية المحتملة. تأتي هذه الأحداث بعد اختراق مسيرات روسية المجال الجوي لبولندا، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة ويعكس الأبعاد الجيوسياسية للأزمة الحالية.

تظل الأوضاع في المنطقة تحت المراقبة، في ظل تصاعد التوترات بين الدول المجاورة، مما يستدعي المزيد من التنسيق والتعاون بين حلفاء الناتو للحفاظ على الأمن والاستقرار.