في تطور مثير للأحداث في كولومبيا تم إدانة 12 جنديا بقتل مدنيين خلال الصراع الداخلي الذي استمر لسنوات طويلة حيث أثار هذا الحكم ردود فعل متباينة بين المجتمع المحلي والدولي إذ يعتبر هذا القرار خطوة نحو تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم التي عانت من ويلات الحرب الأهلية المستمرة في البلاد ويعكس هذا الحكم أهمية محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في كولومبيا كما يعكس التزام الحكومة بتحقيق السلام الدائم من خلال محاسبة الجناة واستعادة الثقة بين الشعب والسلطات المحلية في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها كولومبيا في سعيها نحو الاستقرار والأمان.
كولومبيا: إدانات جديدة لجرائم الحرب ضد المدنيين
في خطوة تاريخية، أدانت الهيئة الخاصة للسلام في كولومبيا يوم الخميس 19 سبتمبر 2025، 12 من عناصر الجيش بسبب ارتكابهم جرائم قتل ضد المدنيين خلال الصراع الداخلي الذي استمر لعقود، حيث تم تصنيف هذه الأفعال كجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مما يعكس التزام الدولة بالتحقيق في تلك الفظائع ومحاسبة المتورطين.
فضيحة "النتائج الكاذبة"
يتعلق الحكم بالفضيحة المعروفة باسم "النتائج الكاذبة"، حيث قام الجنود بين عامي 2002 و2008 بقتل ما لا يقل عن 6402 مدني، وقد تم تقديم هؤلاء الضحايا بشكل زائف على أنهم مقاتلون من الجماعات المسلحة، وذلك لتلبية حصص الأداء والحصول على مكافآت مالية، وهي قضية أثارت غضبًا واسعًا في المجتمع الكولومبي، حيث شملت المتهمين ضباطًا وجنودًا من ألوية ووحدات استراتيجية كانت تعمل في مناطق تشهد نزاعات شديدة.
العدالة للضحايا
قررت الهيئة فرض عقوبات إصلاحية، مثل خدمة المجتمع في المناطق المتضررة لمدة تتراوح بين خمس إلى ثماني سنوات، وهي أقصى عقوبة منصوص عليها في اتفاقية السلام لعام 2016، وقد اعترف الجنود بمسؤوليتهم عن وفاة واختفاء 135 شخصًا، في حين طالبت جماعات الضحايا، مثل "أمهات سواتشا"، منذ زمن طويل بالعدالة لهذه الفضيحة التي تُعد من أكثر الفصول إيلامًا في تاريخ الصراع الكولومبي، حيث كان العديد من الضحايا من الشباب الذين جُذبوا إلى مناطق نائية بعروض عمل وهمية.
استمرار جهود السلام
يأتي هذا الحكم بعد قرار آخر للهيئة هذا الأسبوع، يقضي بتعويض ضحايا القتلى والمختطفين من قبل قيادات سابقة في جماعة فارك المسلحة لأكثر من 21 ألف شخص، ويُظهر استمرار جهود الحكومة في تحقيق العدالة والمصالحة بعد 52 عامًا من الحرب الأهلية في كولومبيا، والتي خلفت 220 ألف قتيل وملايين النازحين، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في مسيرتها نحو السلام الدائم.
التعليقات