في مشهد يجمع بين عراقة الحضارة الفرعونية وأجواء الاحتفالات العالمية، استعدت مدينة الأقصر لليلة رأس السنة الميلادية بحلة جديدة، حيث تحولت الشوارع والميادين الرئيسية، وخاصة طريق الكورنيش ومحيط المعابد الأثرية، إلى “كرنفال مفتوح” مزين بالإضاءات الملونة ومجسمات “بابا نويل”، وذلك في إطار خطة المحافظة للظهور بشكل لائق أمام زوارها من مختلف الجنسيات.

انتعاشة سياحية كبرى

اقتصاديًا، أشار محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق للسياحة الثقافية، إلى مؤشرات إيجابية قوية، حيث ارتفعت نسب الإشغال السياحي بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة. كما أوضح أن الأقصر تشهد توافدًا كثيفًا للسائحين الراغبين في قضاء ليلة رأس السنة وسط المعالم الأثرية الفريدة، مما يعكس “عودة قوية” للحركة السياحية ويعزز مكانة المدينة كوجهة عالمية.

احتفالات بروح التراث

على صعيد القطاع الفندقي، أنهت المنتجعات والفنادق استعداداتها ببرامج احتفالية مصممة خصيصًا لهذه المناسبة، تضمنت فقرات فنية وموسيقية وعروضًا تراثية تعكس الطابع الحضاري للأقصر، لتقديم تجربة متكاملة للنزلاء. كما تناغمت هذه الجهود مع القطاع التجاري، حيث تسابقت المحلات والكافيهات في تزيين واجهاتها وتقديم عروض جذابة، مما خلق حالة من الرواج التجاري الملحوظ في أسواق المدينة.

استنفار خدمي

ولتأمين هذه الأجواء الاحتفالية، كثفت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة جهودها الميدانية، من خلال حملات نظافة ورفع مخلفات تعمل على مدار الساعة، بالتوازي مع أعمال تجميل الشوارع ودهان الأرصفة وتشذيب الأشجار، لضمان أن تكون “عاصمة التاريخ” في أبهى صورها الحضارية خلال موسم الاحتفالات.