تمرّ الأيام وتطوى السنون، ومع اقتراب رحيل عام 2025، يقف المسلم وقفة تأمل ورجاء، يرجو من الله أن يغفر له ما فات، ويبارك له فيما هو آت. ليس هناك أجمل من “الدعاء” ليكون مسك الختام لصفحات عامٍ مضى، وبوابة خير لعامٍ جديد يشرق بالأمل.

في هذا التقرير، نستعرض لكم باقة من الأدعية المأثورة والمستحبة لنهاية العام وبداية العام الجديد، لتكون زاداً إيمانياً يطمئن القلوب.

أولاً: دعاء ختام السنة (طلب العفو والقبول)

يُستحب للمسلم أن يختم عامه بالاستغفار عما اقترفه من تقصير، والطلب من الله أن يتقبل منه صالح الأعمال. ومن الصيغ المباركة في ذلك:

“اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم.”.

حسبي الله لا إله إلا هو: عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، آمنا به كلٌّ من عند ربنا.

اللهم اجعل عامنا الحالي مختوماً بالعفو: واجعل عامنا القادم عام يسر وتفريج للكربات.

يا مقلب القلوب: ثبت قلوبنا على طاعتك، وحول حالنا إلى أحسن حال.

ثانياً: دعاء استقبال العام الجديد 2026

مع إشراقة اللحظات الأولى من العام الجديد، نتوجه إلى مالك الملك بالدعاء ليجعله عاماً بلا حزن ولا فقد:

“اللهم أنت الأبدي القديم الأول، وعلى فضلك العظيم وكريم جودك العميم المعوّل، وهذا عام جديد قد أقبل، أسألك العصمة فيه من الشيطان وأوليائه، والعون على هذه النفس الأمارة بالسوء، والاشتغال بما يقرّبني إليك زلفى، يا ذا الجلال والإكرام.”.

دعاء السعادة والبركة للأهل والأحباب:
اللهم عاماً جديداً بلا حزن وبلا ألم، عاماً بلا فقدان لأهلي وأحبتي.

اللهم ارزق من نحب ما يريد، واجعل قلبه كما تريد، وقدر له الخير حيث كان.

اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى.

ثالثاً: أدعية شاملة للرزق وتفريج الكروب

الحياة لا تخلو من التحديات، ولذلك كان اللجوء إلى الله بكلمات الكفاية والرزق هو الملاذ:

للرزق والبركة: “اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.”

لكشف البلاء: “اللهم يا كاشف الغم، ويا فارج الهم، ارحم ضعفي وقلة حيلتي، وتداركني بإغاثتك يا الله.”

عند دخول المنزل: قراءة (قل هو الله أحد) تنفي الفقر عن أهل الدار والجيران كما ورد في الأثر.

لسعة العيش: “اللهم إني أسألك من فضلك وعطائك رزقاً طيباً مباركاً.”

رابعاً: جوامع الدعاء من السنة النبوية

هذه الأدعية تمثل حصناً للمسلم في كل وقت، وخاصة عند تجدد الزمان:

دعاء ذي النون: “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” (لم يدعُ بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

دعاء الكفاية: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال.”

دعاء الهداية: “اللهم اهدنا بالهدى، وزينا بالتقوى، واغفر لنا في الآخرة والأولى.”

خامساً: وقفة روحانية مع “دعاء الصالحين”

نقل العلامة الديربي عن مشايخه دعاءً كانوا يواظبون عليه في أول العام وآخره، لما فيه من حفظ وبركة:

“اللهم إني أسألك بك وأقسم عليك بك، أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وأن تغفر لي ما مضى وتحفظني فيما بقي يا أرحم الراحمين.. اللهم وفقني لما يرضيك عني، وألزمني الإخلاص لوجهك الكريم.”.

نصيحة لختام العام

لا تجعل هذه الكلمات تمر عليك مرور الكرام، بل استشعرها بقلبك. اجعل من نهاية 2025 محطة لمحاسبة النفس، وبداية 2026 انطلاقة جديدة نحو الطاعة والنجاح.

ختاماً، نسأل الله أن يجعل عامكم القادم مليئاً بالبشارات، محفوفاً بالسكينة، ومكللاً بالتوفيق.