في ظل استمرار تداول الفضة فوق مستوى 70 دولارًا للأونصة وملامستها مؤقتًا مستوى 80 دولارًا، جدد روبرت كيوساكي، المؤلف المعروف بكتابه الأكثر مبيعًا “الأب الغني الأب الفقير”، قناعته بأن المعدن الأبيض قد يشهد قفزة كبيرة تصل به إلى 200 دولار للأونصة بحلول عام 2026. سجلت أسعار الفضة أداءً استثنائيًا خلال الأشهر الأخيرة، متفوقة بشكل واضح على العديد من فئات الأصول التقليدية، بعدما ارتفعت بنسبة 160% منذ بداية عام 2025، وهو ما عزز الاهتمام الاستثماري بها على نطاق واسع. في منشور له على منصة إكس بتاريخ 28 ديسمبر، طرح كيوساكي سؤالًا مباشرًا أثار انتباه المستثمرين حول ما إذا كانت فقاعة الفضة على وشك الانفجار، محذرًا من الانسياق وراء الارتفاعات بدافع الخوف من تفويت الفرصة.

تحذير من الهوس السعري ونشوة السوق

أوضح كيوساكي أنه اشترى أول كمية من الفضة في عام 1965، مؤكدًا حبه القديم لهذا المعدن، لكنه أشار إلى أن الارتفاع الحالي يحمل سمات هوس تفويت الفرصة، وهي مرحلة غالبًا ما تسبق تصحيحات سعرية حادة في الأسواق. أشار إلى أن مثل هذه الفترات تتطلب صبرًا وانضباطًا، داعيًا المستثمرين إلى تجنب الاندفاع عند المستويات المرتفعة، والتركيز على التوقيت السليم بدلًا من الانجراف وراء العاطفة. جاءت تصريحات كيوساكي في وقت شهدت فيه الفضة تراجعًا قويًا بعد تسجيلها مستوى 80 دولارًا لأول مرة في تاريخها، مما عمق الانقسام في آراء السوق بين من يرى أن الصعود مبالغ فيه ومضاربي، ومن يعتقد أن الفضة تدخل مسارًا صاعدًا طويل الأجل مدفوعًا بعجز المعروض وارتفاع الطلب الصناعي.

الشراء الذكي أساس الربح طويل الأجل

شدد كيوساكي على أن الاستثمار في الفضة يتطلب الصبر، مشيرًا إلى أن الأفضل هو انتظار تراجع سعري واضح قبل اتخاذ قرار الدخول، مؤكدًا أن هذه القاعدة تمثل أحد المبادئ الأساسية لفلسفة الأب الغني. أوضح أن تحقيق الأرباح لا يرتبط بلحظة البيع، بل يتحدد أساسًا عند لحظة الشراء، معتبرًا أن اختيار نقاط الدخول المنضبطة، وليس ردود الفعل العاطفية، هو ما يصنع الثروة على المدى الطويل. رغم تحذيراته من المخاطر قصيرة الأجل، لم يتراجع كيوساكي عن نظرته الإيجابية بعيدة المدى، مؤكدًا أنه لا يزال يرى إمكانية تجاوز الفضة مستوى 100 دولار في عام 2026، وربما الوصول إلى 200 دولار للأونصة، شرط التحلي بالهدوء والبعد عن الذعر.

من 70 إلى 200 دولار: قناعة لم تتغير

تحذيرات كيوساكي لم تقلل من قوة قناعته بالمسار الطويل الأجل للفضة، إذ عاد في منشور آخر في اليوم نفسه ليتساءل عما إذا كان اختراق مستوى 80 دولارًا يمهد الطريق نحو مستوى 200 دولار لاحقًا. هذا الهدف السعري الطموح ليس جديدًا، إذ سبق أن أشار إليه في منشور بتاريخ 26 ديسمبر، عندما تساءل عما إذا كان الوقت قد فات لشراء الفضة بعد تجاوزها مستوى 70 دولارًا، موضحًا أن الإجابة تعتمد على نظرة المستثمر لمسار السوق. أوضح كيوساكي أن من يرى الأسعار الحالية ذروة نهائية قد يعتبر نفسه متأخرًا، بينما من يعتقد أن الصعود ما زال في بدايته قد يجد أن الفرصة لا تزال قائمة، مشيرًا إلى أن توقعه ببلوغ الفضة نطاقًا بين 70 و200 دولار في عام 2026 يستند إلى عدة عوامل، مع دعوته المستثمرين لإجراء أبحاثهم الخاصة والبدء بمبالغ صغيرة.

خبرة عقود ونصيحة أخيرة للمستثمرين

كشف كيوساكي أنه بدأ شراء الفضة عندما كانت أسعارها أقل من دولار واحد للأونصة، مؤكدًا أنه لا يزال يواصل التراكم حتى عند المستويات الحالية، مستندًا إلى خبرته الطويلة في الأسواق. أشار إلى أن التعلم من الأخطاء والدراسة المتأنية للتجارب السابقة هما ما يصنعان المستثمر الثري الحقيقي، معتبرًا أن هذه الدروس لا تقدر بثمن. تمثلت نصيحته الأساسية في الاستماع إلى الآراء المتفائلة والمتشائمة على حد سواء، وعدم اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على الضجيج الإعلامي أو الزخم اللحظي. عالميًا، ارتفعت أسعار الفضة بعد أكبر هبوط يومي لها منذ أكثر من 5 سنوات، مع اتجاه المتداولين إلى جني الأرباح عقب موجة صعود قوية في نهاية العام، حيث صعدت اليوم الثلاثاء إلى 74.86 دولار للأوقية، بزيادة بنسبة 3.8%.