اشترك مجانًا بقناة الديار على يوتيوب.
أكثر من جهة تلعب ورقة المودعين
– الدولة، عفواً السلطة السياسية، تسعى لإعفاء نفسها من أي مسؤولية، إذ لا يوجد مفهوم الدولة بالمعنى الحقيقي لا في الماضي ولا في الحاضر.
– المصارف ترغب في إبعاد اللوم عنها، فتتحمل المودعين مسؤولية خسارة ودائعهم.
– البنك المركزي في حيرة من أمره، غير قادر على التوفيق بين القرار السياسي والقرار المالي.
في أي بلد آخر، يتحمل البنك التجاري مسؤولية سياسته المالية الخاطئة، فتكون الخسارة عليه وليس على المودع، إلا في لبنان. السلطة الفعلية للمصارف تتداخل مع مستويات السلطة السياسية، حيث تضم مجالس إدارتها شخصيات سياسية، وهو ما لا يحدث في أي دولة متحضرة.
حزب المودعين كقوة وطنية
ما لا تدركه المصارف والسلطة هو أن “حزب المودعين” هو أكبر “حزب وطني” في لبنان، فهو موجود بقوة في جميع المكونات اللبنانية. يشمل هذا الحزب العاملين في القطاعين العام والخاص، من مدراء عامين وقضاة وموظفين من الطبقة الوسطى، وضباط عسكريين ومحامين ومستثمرين، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، الذين فقدوا أرزاقهم بسبب الحجز التنفيذي دون أي حماية من السلطة أو القضاء.
الضغط الأمريكي وتأثيره
ستكون ورقة “حزب المودعين” هي الأقوى في الضغوط التي ستمارسها واشنطن في المستقبل القريب، حيث ستلعب هذه الورقة لتكون حاضرة وفاعلة في جميع المكونات اللبنانية، مما يوفر أفضل الخيارات الممكنة للمودعين، مقارنة بما تفكر فيه السلطة السياسية أو المصارف أو البنك المركزي.
لن تسمح واشنطن للسلطة السياسية أو البنوك اللبنانية أو صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي بالخروج بحل على حساب المودعين. هذا ليس مجرد تحليل، بل هو نتيجة المعلومات التي تجمعها الدبلوماسية الأمريكية النشطة، بالتعاون مع السفارة الأمريكية في بيروت وأجهزة الأمن الأمريكية، التي تراقب مصادر الثروات لأصحاب البنوك والأثرياء بمختلف هوياتهم.
التحقيقات الأمريكية ورؤية مستقبلية
واشنطن تعرف من هرّب أمواله وأين يودعها، كما ترصد المافيات المختلفة. والسؤال هنا: هل هذا مجرد صدفة؟ وهل من قبيل الصدفة أيضًا أن يربط ولي العهد السعودي، سمو الأمير محمد بن سلمان، بين إعادة الإعمار والاستثمار في لبنان وبين مواجهة الفساد والمافيات؟ أليس محمد بن سلمان هو الشريك الأساسي المعتمد عربيًا للرئيس ترامب؟ هذه الشراكة ستظهر في المستقبل القريب في سياق تنفيذ مراحل الخطة العسكرية للجيش اللبناني.
حزب المودعين كمدخل للإصلاح
“حزب المودعين” هو الطريق إلى خلاص لبنان من آفة الفساد والمفسدين والطوائفيين. يجب أن يستفيد من تجربة “الحراك الشعبي”، الذي اعتبر نفسه بديلًا عن السلطة السياسية، معتقدًا أن سقوط النظام الطائفي سيكون سهلاً.
“حزب المودعين” يمثل المدخل لإحياء الطبقة المتوسطة من خلال استعادة ودائعها. هذا ما تدركه واشنطن أيضًا، التي تبحث عن إعادة التوازن إلى مجتمع مهزوز وغير مستقر. كل ذلك يشكل مدخلاً للنخب الفكرية والفعاليات الاجتماعية والجمعيات والنقابات لاستعادة دورها الضائع، وهذا ما يعمل عليه “اللقاء التشاوري للنخب في كل المحافظات”.
