توفيت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو، المعروفة بتصريحاتها المثيرة للجدل، عن عمر يناهز 91 عاماً، بعد سنوات طويلة من الغياب عن عالم الشهرة والسينما.
نعت مؤسسة بريجيت باردو، في بيان لوكالة فرانس برس، “ببالغ الحزن والأسى وفاة مؤسستها ورئيستها بريجيت باردو، الممثلة والمغنية العالمية الشهيرة، التي اختارت التخلي عن مسيرتها الفنية المرموقة لتكريس حياتها وجهودها لرعاية الحيوانات ودعم مؤسستها”.
دخلت باردو المستشفى في مدينة “تولون” الفرنسية في أكتوبر الماضي لإجراء عملية جراحية لم يُكشف عن طبيعتها، ثم عادت إلى منزلها في مدينة “سان تروبيه” الساحلية للراحة، حيث توفيت هناك.
حياتها العائلية
وُلدت باردو لعائلة ثرية في باريس عام 1934، وكانت شغوفة بالرقص، وجرّبت حظها في عرض الأزياء، واحترفت التمثيل والغناء. تزوجت أربع مرات خلال حياتها، ففي الثامنة عشرة من عمرها، تزوجت من المخرج روجيه فاديم، الذي أسند إليها دور جولييت في فيلم “وخلق الله المرأة”، الذي أثار صدمة لدى عرضه، ورسّخ مكانتها كرمز للإغراء.
تزوجت لاحقاً من الممثل الفرنسي جاك شارييه، وفي عام 1960، في أوج شهرتها، أنجبت ابنها الوحيد “نيكولا”، في ظل متابعة واسعة من الصحافة. قالت حينها إنها تفتقر لغريزة الأمومة، فتركت زوجها آنذاك يربّي ابنهما. تزوجت لاحقاً من المليونير الألماني غونتر زاكس، ثم أخيراً من رجل الأعمال الفرنسي برنار دورمال.
أبرز أعمالها
تركت باردو وراءها ما يقرب من خمسين فيلماً، أبرزها:
– فيلم “Et Dieu… crea la femme” أو “وخلق الله المرأة” سنة 1956.
– فيلم “La Vérité” أو “الحقيقة” عام 1960.
– فيلم “Le mépris” أو “الازدراء” عام 1963.
– فيلم “Viva Maria” أو “تحيا ماريا” عام 1965.
– كان آخر أفلامها “L’histoire très bonne et très joyeuse de Colinot trousse-chemise” أو “قصة كولينو تروس-شيميز الجميلة والمرحة جداً” الصادر سنة 1973.
ومن أشهر أغانيها “Je t’aime… moi non plus”. اعتزلت بريجيت باردو السينما والأضواء في أوج تألقها عام 1973، وأمضت معظم فترات حياتها بعد ذلك بين منزلها الرئيسي “لا مادراغ” في مدينة “سان تروبيه”، ومقر إقامتها الثاني الأكثر هدوءاً “لا غاريغ”، حيث كانت تنقذ الحيوانات المعذبة وتدير المؤسسة التي تحمل اسمها والتي تأسست عام 1986.
تصريحات مثيرة للجدل
خلال حياتها، اتخذت نجمة الإغراء السابقة مواقف وأدلت بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً. في سنواتها الأخيرة، حوكمت باردو عدة مرات بتهمة الكراهية العنصرية، إذ اعترضت على طريقة ذبح الحيوانات في الديانتين الإسلامية واليهودية، لكن الطريقة التي عبّرت بها عن انتقاداتها كانت غير مبررة وغير قانونية.
انتقدت الزيجات المختلطة بين أشخاص من أعراق مختلفة، وأهانت الرجال مثليي الجنس. كانت باردو تتردد على المحكمة بكثرة، لدرجة أن مدّعياً عاماً فرنسياً صرّح عام 2008 بأنه “تعب” من توجيه الاتهامات إليها.
في عام 2013، هددت باردو، في رسالة بعثت بها للرئيس الفرنسي آنذاك، فرنسوا هولاند، بالتخلي عن بلدها والهجرة إلى روسيا، ما لم تتدخل الحكومة الفرنسية لإنقاذ حياة فيلين مهددين بالقتل لإصابتهما بالسل.
قالت باردو، التي تعتبر من أقوى المدافعات عن حقوق الحيوانات في فرنسا، إنها ستتقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية ما لم يعف عن الفيلين “بيبي” و”نيبال”.
ومن أبرز تصريحاتها ما صدر عنها عام 2018 ضد حملة “Me Too” المناهضة للتحرش الجنسي ضد النساء، حيث اعتبرت أن أغلبية الحالات نفاق ومثيرة للضحك، ووصفت سلوك الممثلات بأنه غير صادق.
أضافت باردو أنها لم تكن ضحية للتحرش الجنسي، بل كانت تستمتع بالاهتمام الذي حظيت به عندما كانت شابة.
