أبرزت موجة التقلبات الأخيرة في أسواق الأسهم الأمريكية خطرًا ظل استراتيجيو بنك جيه بي مورغان تشيس يحذرون منه منذ فترة، وهو ظاهرة التزاحم الشديد في مجموعة من الأسهم التي حققت صعودًا قويًا خلال العام الحالي، وتشير هذه الحالة إلى تمركز كثيف للمستثمرين في أسماء محددة، ما يجعل تحركاتها أكثر هشاشة أمام أي صدمة مفاجئة، ويشير البنك إلى قائمة تضم 6 أسهم يعتبرها رهانات نمو مضاربية، محذرًا من أنها معرضة لانعكاس حاد في حال وقوع أي حدث اقتصادي كلي كبير، وتشمل هذه القائمة شركات مثل برودكوم وأدفانسد مايكرو ديفايسز، وهي أسماء جذبت تدفقات استثمارية قوية في ظل موجة التفاؤل السائدة.

تحذيرات من التزاحم الخطير

مع تحذيرات بنك جيه بي مورغان من التزاحم الخطير في أسهم مضاربية مثل برودكوم وأدفانسد مايكرو ديفايسز، يصبح التمييز بين الاستثمار والمضاربة أكثر أهمية، منصة إنفستنغ برو المتاحة باللغة العربية تمكنك من تحليل حساسية هذه الأسماء عبر WarrenAI، مع خصم يصل إلى 55% مع بداية العام الجديد.

حساسية مرتفعة ومخاطر إعادة التسعير

يرى برام كابلان، رئيس استراتيجية مشتقات الأسهم للأمريكتين في جيه بي مورغان، أن هذه الشركات أكثر حساسية للصدمات، ما يجعلها عرضة لإعادة تسعير مفاجئة في أي لحظة، وفي المقابل، تبدو الأسهم منخفضة التقلب أكثر جاذبية من حيث مزيج العائد والمخاطر، مقارنة بأسهم تتسم بتقلبات مرتفعة، ويُنظر إلى كثير منها على أنها رهانات ثانوية مضاربية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

توجهات المستثمرين

واتجه المستثمرون الباحثون عن مكاسب من موجة الذكاء الاصطناعي هذا العام إلى الابتعاد عن عمالقة التكنولوجيا، والتوجه نحو شركات يُتوقع أن تستفيد بصورة غير مباشرة من هذه الموجة، ويصف جيه بي مورغان هذه الأسماء بأنها مستفيدون مضاربيون من الدرجة الثانية، موضحًا أنها أكثر عرضة لتقلبات حادة لاعتمادها على أسواق رأس المال أو الديون لتمويل توسعاتها بدلًا من النمو الداخلي.

وصفة بسيطة للمستثمرين

يطرح كابلان وصفة بسيطة للمستثمرين الراغبين في التعامل مع المرحلة الراهنة، تقوم على شراء عقود خيارات بيع على الأسهم المضاربية، مع اتخاذ مراكز شراء في الأسهم الأقل تقلبًا، كما يمكن النظر في بيع بعض الأسهم ذات الزخم المرتفع، مقابل الاحتفاظ بمراكز طويلة الأجل في شركات دفاعية منخفضة التقلب.

احتمالات التراجع

ومع ذلك، يظل احتمال أن تكون موجة التراجع الحالية مجرد حركة مؤقتة بعيدًا عن عدد محدود من الأسهم الساخنة قائمًا، دون أن تعكس تغييرًا جوهريًا في المشهد العام، ويدعم هذا الرأي الأداء القوي لنتائج شركة معينة، التي أعادت الزخم الإيجابي لأسهم الذكاء الاصطناعي مجددًا.

تحركات السوق

يرى أليكسيس موبورغيه، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق التحوط السويسري أدابت إنفستمنت مانجرز، أن مالكي الأصول الحقيقيين من مستثمرين أفراد ومؤسسات كبرى هم وحدهم القادرون على تحريك الأسواق بما يتجاوز التراجعات الفنية القصيرة الأجل، ويؤكد أن تخلي هؤلاء عن مراكزهم يتطلب تحولًا جوهريًا في الأساسيات، مثل تغيير ملموس في سردية الذكاء الاصطناعي نفسها.

توجهات السوق المستقبلية

ورغم ذلك، تتزايد القناعة في الأسواق بأن تجارة الذكاء الاصطناعي لم تعد قادرة على رفع جميع الأسهم معًا، مع دخول المستثمرين مرحلة أكثر انتقائية تهدف إلى التمييز بين الرابحين الحقيقيين والخاسرين المحتملين في هذه الموجة الاستثمارية المتقلبة.