مباشر- أحمد سليمان- يُعرف الملياردير المستثمر وارن بافيت بانضباطه الشديد في تقييم الأسهم، وقد ابتكر ما يُعرف بمؤشر بافيت، وهو نسبة بسيطة تُستخدم لتقييم قيمة سوق الأسهم الأمريكي مقارنة بالإنتاج الاقتصادي للدولة.
في السابق، حذر بافيت من أن تجاوز هذه النسبة 200%، مما يعني أن الأسهم، محسوبة بالقيمة السوقية، تتجاوز مرتين الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، يُعتبر مخاطرة كبيرة. اليوم، وصل مؤشر بافيت إلى 225%، مما يستدعي الانتباه.
لا يمكن لأحد التنبؤ بما قد يحدث لاحقًا، لكن يمكن للمستثمرين اتخاذ خطوات حاسمة للتحضير لمختلف السيناريوهات. إليك أربعة أشياء يجب القيام بها الآن بينما نتجه نحو عام 2026:
فكر في جني أرباح بعض استثماراتك الناجحة
ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنحو 16% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وبنحو 77% خلال السنوات الثلاث الماضية. إذا مرّ وقت منذ أن نظرت إلى الصورة الكبرى في محفظتك الاستثمارية، فهذه فرصة جيدة لتقييم ما إذا كانت الأسهم أو قطاعات السوق قد أصبحت جزءًا كبيرًا للغاية من المحفظة. لا يجب أن تبيع كل ما لديك من الأسهم الناجحة، لكن ليس من الخطأ جني بعض الأرباح من استثمار نما بشكل كبير، خاصة في فترة قصيرة. مع إشارات التحذير العالية من مؤشر بافيت، الهدف الأساسي هو تخفيف المخاطر، وجني بعض الأرباح في هذا السوق الصعودي جزء من ذلك.
ابحث عن أسهم جيدة بأسعار مغرية
ليست كل الأسهم عند مستويات قياسية، ابحث عن أسهم عالية الجودة خارج دائرة الاهتمام، مثل أسهم السلع الاستهلاكية الأساسية التي تراجعت بشكل كبير عن السوق خلال العام الماضي. هذا قد يعني فرصًا ممتازة لبعض الشركات القيادية في هذا القطاع. أحيانًا، تتراجع أسهم شركات فردية لأسباب مختلفة. على سبيل المثال، سهم “نتفليكس” تراجع بنسبة 30% دون أعلى مستوى له بينما تصاعد الجدل حول صفقة الاستحواذ الكبيرة التي حاولت إبرامها مع “وارنر بروس”. الأسهم وقطاعات السوق تتغير باستمرار، ويمكن للمستثمرين العثور على صفقات ممتازة على الأسهم ذات المكاسب طويلة الأجل إذا كانوا مستعدين للبحث خارج الاتجاه العام.
ابقَ متفائلًا بشأن المستقبل
إذا كان سوق الأسهم يشبه الملاهي، فإن ارتفاع السوق يتبعه انخفاض، أما الانحدار الحاد بعد الوصول للقمة؟ فهذا ما تشعر به معظم الأسواق الهابطة. لكن تذكر أن أسعار الأسهم تقضي وقتًا أطول في الصعود مقارنة بالهبوط. ورغم بلوغ مؤشر بافيت مستوى مُقلق، ماذا لو انخفض سوق الأسهم في الأشهر القادمة؟ انخفاض أسعار الأسهم قد لا يكون مريحًا في الوقت الحالي، لكنه في مصلحتك لأنه يرتبط بعائدات استثمارية أعلى في المستقبل. ما لم تكن متقاعدًا أو على وشك التقاعد قريبًا، فإن الأسواق الهابطة توفر فرصًا لبناء الثروة، حيث تعافى سوق الأسهم الأمريكي تاريخيًا من كل انخفاض وانهيار، ومن المرجح أن يستمر ذلك طالما أن الشركات الأمريكية تنمو وتُبتكر.
التزم بالاستثمار المنتظم
قد يكون من المغري محاولة انتظار الانهيار قبل أن تندفع لشراء الأسهم عند أدنى الأسعار. الأشخاص الذين ينجحون تمامًا في تحديد قمم السوق وقيعانه نادرون للغاية، فهم الاستثناء وليس القاعدة. البيانات تظهر أن محاولة معرفة التوقيت المناسب للشراء تؤثر سلبًا على عائدات استثماراتك أكثر مما تفيدها. لا أحد يعرف على وجه التأكيد ما الذي سيفعله سوق الأسهم بعد ذلك. قد ينهار، أو يستمر في الارتفاع، أو يستقر لسنوات بينما يتماشى النمو الاقتصادي مع تقييمات الأسهم. الخطة الأفضل بالنسبة لمعظم المستثمرين هي التدرّج في الشراء، أي الشراء المنتظم للأسهم مع مرور الوقت حتى تبني محفظتك “طوبة بطوبة”. فمن النادر أن تشتري عند أقل سعر ممكن، لكن الأهم ألا تفوّت سنوات حاسمة تسمح لاستثماراتك بالاستفادة من العائد المركب.
