أظهرت إحصائيات جديدة من هيئة الإحصاء السويدية (SCB) أن فرص الحصول على وظيفة بعد التخرج من المعاهد المهنية تراجعت خلال العام الجاري، خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة. وفقاً للأرقام، انخفضت نسبة الخريجين الذين وجدوا عملاً خلال عام من التخرج في مجال البيانات وتكنولوجيا المعلومات من 90 بالمئة عام 2022 إلى 69 بالمئة فقط هذا العام.
تحديات الباحثين عن عمل
الباحث عن عمل كريستوفر ديسزار، الذي أنهى دراسة البرمجة في يونيو الماضي، قال لوكالة الأنباء TT إنه تقدم لما بين 700 و800 وظيفة دون نتيجة تُذكر، حيث لم يُدعَ سوى لعدد قليل من المقابلات. أوضح ديسزار، المقيم في يارفالا قرب ستوكهولم، أن الشركات باتت تفضل المبرمجين ذوي الخبرة على الخريجين الجدد، ويرجع ذلك – حسب رأيه – إلى اعتمادها المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مما قلل من الحاجة إلى توظيف حديثي التخرج. أضاف “العديد من الإعلانات الوظيفية تشترط سنتين إلى ثلاث سنوات من الخبرة حتى لو كانت الوظيفة موجهة للمبتدئين، وهذا يضعنا في حلقة مفرغة: كيف نكتسب الخبرة إذا لم نحصل على فرصة عمل من الأساس؟”
تأثير التدريب العملي
وأشار إلى أن أحد عوامل الجذب في الدراسة في المعاهد المهنية كان إمكانية الحصول على وظيفة بعد فترة التدريب العملي، لكن هذا لم يتحقق له ولا لغالبية زملائه.
تحسن في مجالات أخرى
رغم الصعوبات في قطاع تكنولوجيا المعلومات، أظهرت الإحصاءات أن بعض التخصصات الأخرى ما زالت توفر فرص عمل جيدة، حيث حصل 91 بالمئة من خريجي مجالات الرعاية الصحية والعمل الاجتماعي على وظائف خلال فترة الدراسة الاستقصائية في الخريف. لكن بشكل عام، انخفضت نسبة الخريجين الذين حصلوا على وظائف خلال عام من التخرج من 84 إلى 81 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
تغيرات هيكلية في سوق العمل
من جانبه، قال المحلل في هيئة المعاهد المهنية، يوئيل يونروس (Joel Junros)، إن هذه الأرقام كانت متوقعة نتيجة التباطؤ الاقتصادي العام، لكنه أشار أيضاً إلى “تغيرات هيكلية طويلة الأمد” في سوق العمل، خصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات. أضاف “هناك مؤشرات على أن التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي بدأت تؤثر بالفعل، وهذا يتطلب من المعاهد المهنية أن تتأقلم مع الظروف الجديدة.” أكد أن الهيئة تتابع هذه التغيرات عن كثب في سبيل تحسين قدرة البرامج التعليمية على تلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية.
أمل رغم التحديات
رغم التحديات الكبيرة، لا يشعر كريستوفر ديسزار بالندم على خوضه تجربة الدراسة، بل يظل متفائلاً. قال “لا أعتبر ما يحدث أمراً شخصياً، الأوقات صعبة، والتكنولوجيا تغير طرق العمل، لكني ما زلت أؤمن بالمستقبل.”.
