عاش سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية خلال الأيام الأخيرة، حيث تفاقمت أزمة الفيضانات التي ضربت المخيمات والمناطق السكنية بشكل واسع، نتيجة المنخفض القطبي “بيرون” الذي أثر على القطاع بشكل بالغ على مدار أسبوع تقريبًا.

تفاعل عالمي مع المعاناة

تزامن مع عشرات المشاهد التي توثق الأوضاع الإنسانية الصعبة، تفاعل عالمي بالتضامن مع سكان غزة، حيث تم المطالبة بإدخال معدات الإيواء والكرفانات. ومع ذلك، نشطت الحسابات الإسرائيلية في محاولة لإخفاء صور المعاناة، مدعية أنها مفتعلة ومفبركة.

محاولات لتشويه الحقائق

رصدت “وكالة سند” في شبكة الجزيرة سلسلة من المنشورات والتغريدات من حسابات إسرائيلية، تتهم النازحين بتوليد مشاهد الفيضانات باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف كسب التعاطف الدولي. هذه المحاولات تهدف إلى نزع المصداقية عن المشاهد والصور الواردة من غزة، وتشتيت التفاعل معها.

تضليل من حسابات معروفة

لم تتوقف الحملة عند الحسابات الإسرائيلية، بل شاركت فيها حسابات أوروبية معروفة بعدائها للمسلمين، مثل (oli london) التي تُعرف بتوجهاتها ضد المهاجرين المسلمين في أوروبا.

التحقق من المعلومات

أجرت “سند” بحثًا حول المشاهد المتداولة، وتبين أن المصدر الأصلي للفيديوهات هو الحسابات الإسرائيلية نفسها التي روّجت لها، وليس حسابات فلسطينية كما زُعم، حيث لم تظهر تلك الفيديوهات في حسابات أي صحفي أو وسيلة إعلام معروفة في غزة.

كارثة حقيقية لا تحتاج إلى فبركة

أوضح بيان صادر عن الدفاع المدني أن الطواقم انتشلت 11 شهيدًا، ولا يزال البحث جارياً عن مفقود نتيجة انهيار مبانٍ تأثرت بالمنخفض الجوي. كما سُجل انهيار 13 منزلاً على الأقل في محافظات القطاع، جميعها كانت متضررة سابقًا جراء القصف.

تأثير المنخفض القطبي

أدى المنخفض القطبي إلى غرق وانجراف أكثر من 27 ألف خيمة من خيام النازحين، في مشهد أوسع طال أكثر من 53 ألف خيمة بين تضرر كلي وجزئي، مما أثر بشكل مباشر على أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية تفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية.

تحذيرات من هشاشة البيئة

تؤكد هذه المعطيات صحة التحذيرات المتكررة من هشاشة بيئة النزوح التي فرضها الاحتلال بالقصف، ومنع إدخال مواد الإيواء، مما جعل آثار المنخفض الجوي أكثر فتكًا بالسكان.