يبدو أن فضائح الجامعات المغربية لا تزال تتوالى، حيث لا تلبث فضيحة أن تهدأ حتى تظهر أخرى أكثر إثارة وفظاعة. آخر هذه الفضائح هو ملف “شبكة الاتجار في الشواهد الجامعية”، الذي يقوده أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق في جامعة ابن زهر بأكادير، ويجري التحقيق فيه حاليًا أمام غرفة جرائم الأموال الابتدائية لدى جنايات مراكش. وفي سياق مشابه، اهتزت جامعة محمد بن عبد الله بفاس على وقع فضيحة تتعلق بسرقة بحث علمي في تخصص تدريب رياضي وتحسين الأداء على المستوى العالي.

تفاصيل الشكاية

أوضح المشتكي، الذي يعتبر نفسه ضحية سرقة علمية، أن البحث الجامعي الذي يتعلق بهذه الواقعة هو من إعداد أستاذ جامعي بفاس وزميلين له، وقد تم مناقشته من قبل الطالب في رسالته الجامعية لعام 2022، في ماستر تخصص “تدريب رياضي وتحسين الأداء على المستوى العالي”. تم الإشراف على هذا العمل من قبل الدكتور هشام مفتي، أستاذ مؤهل بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة مولاي رشيد في الرباط. وقد استغرق إعداد هذا البحث سنوات من العمل الجاد، بدءًا من فرنسا، مرورًا بقطر حيث عمل الطالب معدًا بدنيًا في نادي “أم صلال”، وصولًا إلى تطوير موضوع البحث ومناقشته في نهاية التكوين بسلك الماستر.

فضيحة السرقة العلمية

أفاد المشتكي بأنه أثناء انخراطه في مشروع أطروحة دكتوراه في الإعداد البدني بقطاع كرة القدم، اكتشف أن أجزاء مهمة من رسالته الجامعية قد نُشرت في مجلة علمية، حيث نسبها الأستاذ الجامعي المشتكى به لنفسه، مع إضافة اسمي أستاذة وزميل لها يعملون جميعًا بمعهد علوم الرياضة بفاس. والأسوأ من ذلك، أضاف المشتكي أن الأستاذ الجامعي قام بضم اسمه إلى قائمة المشاركين في البحث العلمي المسروق، رغم أنه غير مسجل في سلك الدكتوراه سواء في المغرب أو خارجه.

مطالب المشتكي

طالب الطالب المشتكي في شكايته من رئيس جامعة محمد بن عبد الله ووزارة التعليم العالي وإدارة معهد علوم الرياضة بفاس، بالتعجيل بفتح بحث إداري في الموضوع، وعرض البحث العلمي الأصلي ونسخته المسروقة على لجنة علمية مختصة، لترتيب الجزاءات القانونية والإدارية بحق كل من ثبت تورطه في هذه الواقعة. هذه الحادثة تسيء لصورة الجامعة المغربية وتخدش مكانة البحث العلمي في البلاد، خاصة أن جامعة فاس تُعتبر من الجامعات البارزة في هذا المجال، حيث حققت مراكز متقدمة في تصنيفات دولية مثل تصنيف Times Higher Education، وتُعرف بتركيزها على البحث والابتكار، خصوصًا في العلوم التطبيقية، وتضم مؤسسات متخصصة مثل كلية العلوم والتقنيات التي تقدم تكوينات عليا في مجالات علمية متنوعة.