يقول ليوبولد سنغور، الزعيم التاريخي للسنغال، “يعد الرقص في إفريقيا بداية لكل شيء”، حيث تعكس هذه العبارة الدور المركزي والأساسي للرقص في الثقافة الإفريقية. يعتبر الرقص أكثر من مجرد تسلية، فهو شكل أساسي للتعبير، ووسيلة للتواصل مع الروحانية، وسرد القصص، وقوة حيوية في الحياة الجماعية وهوية الشعب الإفريقي. لذلك، تظل رقصات لاعبي المنتخبات الإفريقية سمة هامة في بطولات “الأميرة السمراء”، وغالباً ما تعبر احتفالات اللاعبين عن الانتماء القبلي، ولها مغزى عميق، إذ تعكس الرقصات في إفريقيا أهدافاً محددة مثل الخير، الحب، الغضب، والحرب. وفقاً للتقارير الإعلامية، كان الرقص وسيلة مهمة للمقاومة الثقافية والتعبير بالنسبة للأفارقة خلال وبعد الاستعمار، حيث جسدوا الصمود وتحدي الأنظمة القمعية، ليكون الرقص سلاحاً نفسياً وثقافياً قوياً بدلاً من أن يكون وسيلة مباشرة للإرهاب الجسدي.

احتفالات اللاعبين الأفارقة في كأس العالم

اشتهرت العديد من احتفالات اللاعبين الأفارقة حول العالم، بدءاً من رقصة الكاميروني روجيه ميلا “رقصة الماكوسا الكاميرونية” في نهائيات كأس العالم 1990، والتي جعلته من بين أشهر الاحتفالات العالمية. وصولاً إلى رقصة “أزونتو” التي تعد واحدة من أشهر طرق احتفال الغاني أسمواه جيان، إضافة إلى رقصة “بات بات” المعروفة لدى شعب “جولا” في السنغال. بينما تذهب احتفالات جماهير ولاعبي نيجيريا إلى قبيلة “اليوربا”، حيث ينتمي معظم اللاعبين إلى تلك القبيلة، وترتفع أهازيج “أوشي بامبا” في المدرجات من قبل جماهير النسور، والتي تعني “أنتم الأفضل”.

رقصات مميزة من منتخبات إفريقية

يركز منتخب مالي على توجيه الرهبة في نفوس خصومه عندما يحتفل برقصة “ميمس”، المستوحاة من حروب القبائل المالية. بينما يحمل منتخب “البافانا بافانا” رقصة مقدسة في جنوب إفريقيا لتكريم الراحل مايكل جاكسون، وكانت رقصة “ماكارينا” إحدى أشهر طرق احتفالات منتخب “الأولاد”.

رقصة “ماكارينا” في كأس العالم 2010

تعد رقصة “ماكارينا” واحدة من أبرز الاحتفالات التي شهدها منتخب جنوب إفريقيا في كأس العالم 2010، حيث تعكس روح الفخر والانتماء، وتبرز أهمية الرقص كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإفريقية.