للأسف، هناك فجوة كبيرة بين مدرجات الجامعات وسوق العمل، مما زاد من تعقيد الأزمة وجعل الجامعات تفقد جزءًا من بريقها وأهميتها.

يعتقد البعض أن نهاية العصر الذهبي للجامعات باتت قريبة، بينما يرى آخرون أن المشكلة تكمن في البرامج التعليمية، وضرورة تطويرها وتحديثها لتقليل الفجوة بين التعليم النظري والواقع العملي. يجب أن يتسلح الخريج بالمهارات الفنية والتقنية واللغوية ليكون قادرًا على المنافسة في سوق العمل، مما يمنحه الأولوية في مختلف المجالات.

مبادرة تطوير التعليم السياحي

د. حازم عطية الله، رئيس لجنة قطاع السياحة والفنادق بالمجلس الأعلى للجامعات، قدم مبادرة عملية في هذا المجال من خلال عقد المؤتمر الأول لصناعة السياحة والتعليم السياحي في مصر، الذي عُقد مؤخرًا بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، د. أيمن عاشور، وممثلي وزارات السياحة والطيران والثقافة، بالإضافة إلى رجال السياحة. الهدف من المؤتمر هو وضع رؤية متكاملة للتعليم السياحي في مصر وربطه بسوق العمل، وتوفير الكوادر المهنية اللازمة التي يحتاجها سوق السياحة المصرية، خاصة في ظل التوقعات بنمو هذا القطاع واستراتيجية استقطاب 30 مليون سائح خلال السنوات الخمس المقبلة.

أفكار طموحة للمستقبل

ناقش المؤتمر العديد من الأفكار الطموحة، من أبرزها توسيع منطقة آثار الجيزة وتحويلها إلى متحف مفتوح يضم الأهرامات وأبوالهول ومناطق سقارة ودهشور ومدينة منف وأبوصير، لتصبح من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، مع وجود المتحف المصري الكبير في قلبها.

العوامل المساعدة على تحقيق الحلم

من العوامل المساعدة لتحقيق هذا الحلم وجود مطار سفنكس بالقرب من تلك المنطقة، وافتتاح المتحف المصري الكبير، مما يسهم في جذب أعداد كبيرة وغير مسبوقة من السائحين، خاصة سائحين عطلات نهاية الأسبوع الطويلة من العديد من البلدان الأوروبية.

استغلال الشراكات العلمية

أكد المؤتمر على أهمية استغلال اتفاقية الشراكة العلمية مع الاتحاد الأوروبي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بما يضمن توفير التمويل اللازم للأبحاث العلمية المتقدمة في مجال السياحة وغيرها من المجالات العملية والبحثية والتعليمية.

أتمنى أن تكون لجنة قطاع السياحة والفنادق بالمجلس الأعلى للجامعات قاطرة لباقي لجان القطاعات في الدمج بين الدراسات الجامعية واحتياجات سوق العمل خلال المرحلة المقبلة.