في الذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء، التي تمثل نقطة تحول رئيسية في استكمال الوحدة الترابية للمملكة، تُعقد الدورة 28 من “جامعة مولاي علي الشريف” بالمركز الثقافي بمدينة الريصاني، حيث تم زيارة ضريح جد الملوك المغاربة في العهد العلوي. تحت شعار “الصحراء المغربية: خمسون سنة من البناء والتنمية”، يتناول هذا الحدث الأكاديمي، بمشاركة من مختلف الجامعات المغربية، قضايا التاريخ والواقع، وإمكانيات الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية.
استحضار التاريخ والرموز
تحدث مصطفى الشابي، رئيس اللجنة العلمية بالنيابة، عن أهمية المسيرة الخضراء، مشيرًا إلى أنها كانت حدثًا فريدًا أثار اهتمام الأوساط الدبلوماسية والعسكرية في جميع أنحاء العالم. وأكد أن الملك الراحل الحسن الثاني كان العقل المدبر لهذه المسيرة، حيث عزز وجود المغرب في صحرائه، وحمى المنطقة من هجمات مرتزقة البوليساريو.
استمرار الجهود تحت قيادة الملك محمد السادس
أضاف الشابي أن الملك محمد السادس واصل تطوير المسيرة، معززًا القضية المغربية على الصعيدين الإفريقي والدولي، من خلال مقترح الحكم الذاتي، وزيادة الرحلات إلى مختلف الدول لشرح جوهر النزاع وكسب التأييد. وقد أثمر هذا الجهد عن تبني الولايات المتحدة الأمريكية لموقف المغرب في عام 2020، تلاها دعم من دول أوروبية كبرى.
أهمية الدورة العلمية
صلاح الدين عبقري، الكاتب العام بالنيابة لقطاع الثقافة، أشار إلى حكمة الملك الحسن الثاني ورؤية الملك محمد السادس، مؤكدًا أن الدورة الحالية تركز على أهمية المعرفة العلمية والأكاديمية في تحليل التجربة التنموية للصحراء المغربية. كما أكد السعيد زنيبر، والي جهة درعة تافيلالت، على أهمية استرجاع الأقاليم الجنوبية، مشددًا على رؤية ملكية واضحة لتعزيز الوحدة الترابية.
تاريخ المغرب ومكانة الصحراء
عبد العالي حجيوي، رئيس مجلس جماعة مولاي علي الشريف، أكد على الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع المغرب بالصحراء، مشيرًا إلى أهمية الجلسات العلمية في تسليط الضوء على المسيرة الخضراء والنتائج الدبلوماسية الملكية. بهيجة سيمو، مديرة الوثائق الملكية، تناولت قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، معتبرة إياه مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب.
مراحل تاريخية مهمة
استعرضت سيمو ثلاث مراحل تاريخية رئيسية، بدءًا من الكفاح من أجل الاستقلال، مرورًا بمرحلة الملك الحسن الثاني، وصولًا إلى جهود الملك محمد السادس. وأكدت أن المغرب كان دائمًا يسجل البيعة الشفوية، مما يعكس العلاقة المتينة بين الحاكم والمحكوم.
التحديات والآفاق المستقبلية
خديجة القبقابي، أستاذة بكلية الآداب، تناولت الظروف الدولية الصعبة التي واجهها المغرب، مشيرة إلى أهمية مبايعة القبائل للملك الحسن الثاني. نور الدين بلحداد، أستاذ باحث، تحدث عن فكر الملك الحسن الثاني وأهمية الوثائق التاريخية في إثبات مغربية الصحراء.
التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية
العالية ماء العينين، أستاذة بجامعة محمد الخامس، أشارت إلى انفتاح المغرب على مناطق جديدة، مما ساهم في تعزيز الدعم الدولي لقضية الصحراء.
تستمر الجهود المغربية في تعزيز الوحدة الترابية، مع التركيز على التنمية المستدامة، مما يجعل الصحراء المغربية منطقة استراتيجية للتعاون والتنمية.
