استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم الأحد، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم بن محمد البديوي، حيث تم خلال اللقاء مناقشة مسيرة العمل الخليجي المشترك وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات متعددة بما يعزز التكامل والترابط بين دول المجلس، وحضر اللقاء وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة الدكتور عبدالرحمن الرسي.

يأتي هذا الاجتماع، الذي اعتبره مراقبون يمنيون أن الملف اليمني على رأس أولوياته، بعد أيام من لقاء جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، حيث عرض الرئيس العليمي الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظات شرق اليمن.

في اللقاء الذي تم الأربعاء الماضي، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن اليمن يمثل عمقاً استراتيجياً طبيعياً لدول مجلس التعاون، مشدداً على أن أمن واستقرار اليمن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن المنطقة الخليجية.

كما تناول اللقاء العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط اليمن بمنظومة مجلس التعاون، والدور الذي قامت به الأمانة العامة في دعم الشعب اليمني وشرعيته الدستورية عبر مختلف المراحل، وأعرب الرئيس العليمي، باسم أعضاء المجلس والحكومة، عن تقديره لمواقف مجلس التعاون الداعمة للقضية اليمنية سياسياً ودبلوماسياً، وجهوده في الحفاظ على حضور اليمن ضمن الأجندة الإقليمية والدولية وتنسيق المواقف المشتركة.

وثمّن رئيس مجلس القيادة الرئاسي ما ورد في البيان الأخير لمجلس التعاون من تأكيد دعم المجلس والحكومة، مشيداً بالدور المسؤول والمتوازن الذي تقوم به الأمانة العامة إلى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية.

وأشار الرئيس إلى الدور الذي لعبته دول المجلس في رعاية جهود السلام والاستقرار في اليمن، بدءاً من المبادرة الخليجية، مروراً باتفاق الرياض، وصولاً إلى المشاورات اليمنية–اليمنية التي أدت إلى نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً أن هذه الجهود أرست مرجعيات سياسية جامعة تمثل خارطة طريق لأي حل مستدام.

وأكد العليمي أن المكاسب التي تحققت من مشاورات الرياض تتطلب تكاتف الجهود للحفاظ عليها وتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق السلام والاستقرار في مختلف المحافظات، كما جدد التزام المجلس بحل القضية الجنوبية باعتبارها قضية وطنية عادلة، وفق مخرجات مشاورات الرياض وكافة المرجعيات الضامنة، بما يحقق تطلعات أبناء الجنوب وفق الإرادة الشعبية.

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي الموقف الثابت للمجلس إلى جانب الشعب اليمني، مشدداً على التزام دول المجلس بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، والتوصل إلى حل سياسي شامل يستند إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216، بما يحفظ لليمن وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.