أعلن وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، عن التشكيل الرسمي لمواجهة جزر القمر في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025، المقررة اليوم في التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة على ملعب مولاي عبد الله في الرباط، ويعكس تشكيل المغرب استقرارًا فنيًا وثقة كبيرة في العناصر الأساسية، مع اعتماد واضح على القوة الهجومية منذ البداية في البطولة التي تمتد حتى 18 يناير المقبل.
تدشن مواجهة المغرب وجزر القمر النسخة الخامسة والثلاثين من كأس أمم أفريقيا، وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير، خاصة مع استضافة المغرب للبطولة، وتُعد المباراة الافتتاحية اختبارًا مبكرًا لطموحات أسود الأطلس في المنافسة على اللقب، كما تمثل بداية حاسمة لرسم ملامح المجموعة الأولى التي تضم أيضًا منتخبي مالي وزامبيا.
جاء تشكيل المغرب متوازنًا بين الخبرة والشباب، حيث اعتمد وليد الركراكي على العناصر الأكثر جاهزية فنيًا وبدنيًا، وتولى ياسين بونو مسؤولية حراسة المرمى، بينما تشكل خط الدفاع من نصير مزراوي، ونايف أكرد، ورومان سايس، وصلاح الدين، وفي خط الوسط دفع الجهاز الفني بالثلاثي عز الدين أوناحي، وسفيان أمرابط، وياسين العيناوي، بينما قاد الخط الأمامي كل من براهيم دياز، وسفيان رحيمي، وعبد الصمد صايبري.
يعكس تشكيل المغرب توجهًا هجوميًا واضحًا، حيث يعول الركراكي على تحركات براهيم دياز وسفيان رحيمي لفرض السيطرة مبكرًا على مجريات اللقاء، ويُنتظر أن يشكل الثنائي مصدر الخطورة الأكبر على دفاع جزر القمر، مستفيدين من المهارات الفردية والسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات، في ظل دعم مستمر من لاعبي الوسط.
يدخل منتخب المغرب المباراة بطموحات كبيرة ورغبة قوية في توجيه رسالة مبكرة إلى بقية المنافسين، ويسعى أسود الأطلس لاستثمار عاملي الأرض والجمهور، وتحقيق فوز يمنحهم دفعة معنوية قوية في بداية مشوارهم القاري، ويأمل الجهاز الفني أن يعكس الأداء داخل الملعب حجم التطور الذي شهده المنتخب في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى التكتيكي أو الذهني.
في المقابل، يخوض منتخب جزر القمر اللقاء دون ضغوط كبيرة، لكنه يحمل طموحًا، ويعتمد المنتخب القمري على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي، مع محاولة استغلال الهجمات المرتدة لمباغتة الدفاع المغربي، ويُعرف منتخب جزر القمر بلقب السيلكانث، نسبة إلى السمكة الشهيرة في المحيط الهندي، في دلالة على الروح القتالية التي يتميز بها اللاعبون.
تحمل المباراة الافتتاحية دائمًا طابعًا خاصًا في البطولات الكبرى، كونها تحدد الإيقاع العام للمسابقة وتضع المنتخبات أمام اختبار التعامل مع الضغوط، ويُنظر إلى تشكيل المغرب باعتباره مؤشرًا مبكرًا على هوية المنتخب المغربي في البطولة، وقدرته على إدارة المباريات الحاسمة منذ البداية.
بين سعي المغرب لتأكيد الترشيحات ورغبة جزر القمر في تحقيق مفاجأة، ينتظر الجمهور مواجهة مثيرة تليق بانطلاق كأس أمم أفريقيا 2025، ويترقب المتابعون ما إذا كان أسود الأطلس سينجحون في ترجمة التفوق النظري إلى انتصار فعلي، يضعهم على طريق المنافسة الجادة نحو اللقب القاري.

التعليقات