في مشهد يعكس بوضوح حالة الضعف التي تعاني منها الحكومة المعترف بها، وبداية السيطرة التي تفرضها مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، تم التقاط صورة محرجة لوزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي، وهو غافٍ تمامًا خلال اجتماع عقده زعيم الانتقالي، عيدروس الزبيدي، في قصر معاشيق الرئاسي بعدن.
الاجتماع شهد حضور القيادات التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي وعدد من الوزراء والمحافظين التابعين له، وظهر الوزير الشماسي عليه الإرهاق الشديد مما منعه من المشاركة الفعالة أو متابعة النقاش.
وفي لحظة مهينة، لم يستطع الوزير استكمال الاجتماع، مما اضطر أحد نوابه للتوجه إلى عيدروس الزبيدي لطلب الإذن بمغادرة الوزير الذي بدا عاجزًا عن الاستمرار.
المراقبون يرون أن هذا المشهد ليس مجرد تعب، بل هو رمز لوضع الحكومة التي أصبح وزراؤها مجرد موظفين تنفيذيين تحت سلطة مليشيات الانتقالي في عدن.
فالوزير لم يكن في اجتماع لمؤسسته، بل كان في اجتماع لخصم سياسي وعسكري، وظهر في حالة ضعف لا تليق بمكانته، مما يعكس تراجع سلطة الشرعية في العاصمة المؤقتة.
تأتي هذه الحادثة لتؤكد أن أي قرارات أو إجراءات تتخذها الحكومة في عدن لا تتجاوز كونها حبرًا على ورق، ما لم تحظ بموافقة قيادة الانتقالي التي تدير شؤون المدينة، مما يجعل حضور الوزراء في مثل هذه الاجتماعات مجرد إجراء شكلي لإضفاء غطاء على قرارات يتخذها الانتقالي.
إن صورة الوزير النائم ونائبه الذي يستأذن لمغادرته ستظل عالقة في الأذهان كشاهد على فصل جديد من تآكل الدولة وتمكين القوى الانفصالية التي تفرض أجندتها بالقوة، في ظل صمت دولي ومحلي مريب.

التعليقات