نشر الأكاديمي السعودي المعروف، رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، المحلل السياسي الدكتور تركي القبلان، مقالة تحليلية تناول فيها أوجه التشابه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الحوثي، موضحًا أن المقارنة لا تهدف إلى المساواة بينهما أخلاقياً أو سياسياً، بل لفهم أنماط السلوك السياسي والعسكري بعيدًا عن الشعارات المعلنة،.
وأشار القبلان في مقاله الذي اطلعت عليه “السعودية نيوز” إلى أن كلا الطرفين يمثل قوة مسلحة مستقلة عن الدولة المركزية، حيث يعمل الحوثي خارج إطارها، بينما الانتقالي يتواجد داخلها مع استعداد للتمرد عليها، وأضاف أن الطرفين استخدما القوة العسكرية كوسيلة لفرض مشاريعهما السياسية، مما أثار مخاوف جيوسياسية لدى دول الجوار والمجتمع الدولي نتيجة قدرتهما على زعزعة الاستقرار وخلق بؤر توتر جديدة،.
كما أشار القبلان إلى اعتمادهما على ارتباطات خارجية لدعم مشاريعهما، مما يحوّل القضية اليمنية إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، وفي المقابل، أوضح أن هناك اختلافات بين المشروعين، فالحوثي حركة أيديولوجية ذات أج agenda توسعية، بينما الانتقالي مكوّن سياسي يستند إلى قضية واقعية ويسعى لفرض واقع قبل مفاوضات الحل الشامل،.
وتساءل القبلان في تحليله عن إمكانية استيعاب اليمن لنمط جديد من الكيانات المسلحة ذات المشاريع السياسية المستقلة، مشيرًا إلى أن تجربة الحوثي أثبتت أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لبناء دولة مستقرة ومقبولة إقليمياً ودولياً، مما يثير الشكوك حول قدرة الانتقالي على تحقيق نتيجة مختلفة باستخدام الأدوات ذاتها،.
كما لفت إلى تعدد المشاريع السياسية والجغرافية في اليمن، سواء كانت انفصالية في الجنوب، أو مناطقية في حضرموت وتهامة، أو أيديولوجية لدى الحوثيين، مؤكدًا أن الحل قد يكمن في استيعاب هذا التعدد ضمن نموذج اتحادي يضمن اللامركزية الموسعة، ويمنح الأقاليم حكماً ذاتياً حقيقياً داخل دولة واحدة، وفق ما طرحته مخرجات الحوار الوطني،.
واختتم القبلان بالقول إن النموذج الاتحادي قد يكون الصيغة الوحيدة القادرة على احتواء التنوع السياسي والجغرافي في اليمن، مما يمنع الانزلاق نحو حرب أهلية دائمة أو تفتيت كامل للدولة،.

التعليقات