يعتبر الكثيرون أن رياضة المشي هي وسيلة سهلة وآمنة للحفاظ على النشاط والحيوية، حيث تعمل على تحسين تدفق الدم وتعيد التوازن النفسي بعد يوم طويل، ومع ذلك، هناك فرق دقيق بين ممارسة هذه الرياضة بشكل صحي وبين ارتكاب أخطاء قد تؤدي إلى أضرار، حيث يؤكد الأطباء أن جودة الخطوة أهم بكثير من مجرد قطع مسافات طويلة.
يظل المشي يوميًا نشاطًا بسيطًا ومفيدًا للحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة، إذ يساعد في تحسين تدفق الدم ويقلل من الكسل، كما يعزز الحالة النفسية ويخفف من الضغوط اليومية، حيث يشدد المتخصصون على أن مجرد حساب الخطوات لا يضمن النتائج المرجوة، بل إن كيفية التنفيذ لا تقل أهمية عن الوقت أو المسافة.
أخطاء المشي الشائعة
في هذا السياق، حذر الدكتور أبهيجيت أغاشي، المتخصص في جراحة العظام، من إغفال التفاصيل الدقيقة أثناء الحركة، وأشار في تقرير لمجلة “HT Lifestyle” إلى أن الطريقة التي نتحرك بها، ونوعية الحذاء الذي نرتديه، وزاوية رؤيتنا، كلها عوامل تحدد ما إذا كنا نفيد أجسادنا أم نرهقها، ومن أبرز الأخطاء الشائعة التي تحول الفوائد إلى مخاطر هي:
الانحناء أثناء المشي
من أبرز المشكلات التي لاحظها المختصون هي “وضعية الانحناء”، حيث يسير الشخص بكتفين مائلين ورأس منخفض، وغالبًا ما يكون السبب هو الانشغال بالهاتف الذكي، فإن هذه العادة تضع ضغطًا كبيرًا على فقرات الرقبة والظهر، وتسبب آلامًا في الركبتين مع مرور الوقت، لذا يجب الحفاظ على قامة مفرودة ونظرة متجهة للأمام.
اتخاذ خطوات واسعة جدًا
ينفي أغاشي الفكرة الشائعة بأن الخطوات الكبيرة تعزز الكفاءة، موضحًا أنها تسبب اصطدامًا قويًا للكعب بالأرض، مما يؤثر على الركب والظهر، ويقترح الالتزام بخطوات أصغر وأكثر طبيعية للحصول على توازن أفضل وراحة أكبر.
الإسراع بدون ضبط
يُفيد المشي النشيط بالتأكيد، لكن الزيادة المفرطة في الوتيرة دون مراعاة حدود الجسم قد تسبب تعبًا مفاجئًا، مما يؤثر سلبًا على المفاصل والعضلات، لذا يُفضل اختيار سرعة تتناسب مع مستوى اللياقة البدنية.
ارتداء أحذية غير مناسبة
يُعتبر استخدام الأحذية غير الملائمة عادة شائعة تقلل من الاستفادة الكاملة، فالأنواع المسطحة أو التي تفتقر إلى الحشوة والدعم لا تخفف الضغوط بشكل جيد، مما ينقلها مباشرة إلى الركب والظهر، لذلك يُنصح باختيار أحذية توفر راحة ودعم جيد للقدمين.
عدم الالتفات إلى الشعور بالألم
أخيرًا، يأتي تجاهل الإشارات الجسدية كخطأ كبير، حيث يُعد الألم تحذيرًا من وجود مشكلة، ولا يجب الاستمرار في النشاط مع الشعور بعدم الارتياح، وإذا استمر الأمر، يُفضل الراحة واستشارة طبيب لتجنب تفاقم الأضرار.

التعليقات