في تصريحات تعكس القلق المتزايد في الأوساط السياسية اليمنية، حذّر أحمد المسيبلي، مستشار وزير الإعلام، من تحول خطير في طبيعة الخلاف السياسي في البلاد، مؤكدًا أنه تجاوز الإطار الطبيعي ليصبح صراعًا يهدد نسيج المجتمع ومستقبل الدولة.
وقال المسيبلي في حديث صحفي إن الخلاف السياسي في اليمن لم يعد ضمن الإطار الطبيعي القائم على البرامج والرؤى المتنافسة، بل تحول إلى صراع يتضمن أساليب الاغتيالات والقتل والاعتقالات التعسفية، واصفًا هذا التحول بأنه انحراف خطير عن مبادئ العمل السياسي السليم.
وأوضح المستشار أن هذه الممارسات، التي تُرتكب باسم السياسة، تقوض جهود السلام وتتناقض بشكل صارخ مع كل الاتفاقات الموقعة التي تهدف إلى إنهاء الصراع وإحلال السلام، مضيفًا أن السياسة بدلاً من أن تكون جسراً للحوار وحل الأزمات، أصبحت أداة لتعميقها وزيادة حدة الانقسامات، مما يؤدي إلى تآكل الثقة بين الأطراف ويغلق أبواب أي حلول قادمة.
وتابع المسيبلي تحليله للمشهد السياسي اليمني، مشيرًا إلى أن البلاد تشهد انحرافًا واضحًا عن المسار السياسي نحو مصير مجهول يهدد الاستقرار الهش، محذرًا من أن هذا المسار لا يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع الراهن، بل يؤسس لصدام دائم قد يكون من الصعب السيطرة عليه أو احتواء تداعياته الكارثية على الشعب اليمني.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتعثر فيه جهود الوساطة الدولية والإقليمية، وتشهد الساحة اليمنية تصاعدًا في خطاب الكراهية والتحريض، ويعكس تحذير المسيبلي قلقًا متزايدًا في الدوائر الرسمية من أن استمرار هذا النهج في التعامل مع الخلافات سيقود البلاد إلى نقطة اللاعودة، حيث يصبح الحوار السياسي مستحيلاً وتتحول المواجهات إلى عنف.
وختامًا، شدّد المسيبلي على ضرورة أن يدرك جميع الفاعلين في المشهد السياسي اليمني خطورة المرحلة الراهنة، والعودة إلى أسس العمل السياسي القائم على الحوار وقبول الآخر، مؤكدًا أن أي استمرار في هذا المسار المدمر لن يخدم سوى أجندات تهدف إلى تدمير اليمن وشعبه.

التعليقات