لم يعد اختيار أحزمة المحرك في السيارات الحديثة يعتمد على التخمين أو التقدير البصري، بل أصبح عملية تقنية دقيقة ترتبط بسلامة المحرك وعمره الافتراضي، ويؤكد الخبراء أن فهم الرموز المطبوعة على الأحزمة، مثل الكود المعروف (6PK1200)، هو الضمانة لتفادي انهيار المنظومة الميكانيكية، حيث يمثل الرقم الأول عدد الأخاديد، بينما ترمز الحروف لنوع المقطع الجانبي، ويحدد الرقم الأخير طول الحزام بالمليمترات.
تعتمد هندسة السيارات على نوعين رئيسيين من الأحزمة، الأول هو “حزام الملحقات” المسؤول عن تشغيل الدينامو ومضخة التوجيه والمكيف، ويمتاز بأخاديد طولية، أما الثاني والأخطر فهو “حزام التوقيت” أو “الكاتينة”، وهو حزام مسنن يضبط إيقاع الحركة بين أعمدة المحرك، حيث إن أي خطأ في مقاسه أو انزلاقه بمقدار “سن واحد” قد يؤدي إلى تدمير الصمامات والمكابس، مما يعني توقف المحرك بشكل كامل.
في حال اختفاء البيانات المطبوعة نتيجة الحرارة والاحتكاك، ينصح الفنيون بالانتقال إلى “التحقيق الميكانيكي” باستخدام رقم الهيكل (VIN) المكون من 17 خانة للبحث في الكتالوجات الإلكترونية للمصنع، وهي الطريقة الأكثر دقة، وفي الحالات الاضطرارية، يمكن اللجوء للقياس اليدوي باستخدام خيط غير قابل للتمدد لتحديد الطول الفعال، مع استخدام الفرجار لقياس العرض وعدد الأضلاع بدقة.
لا تقتصر النصائح التقنية على الحزام وحده، بل تشمل “طقم الصيانة” كاملاً، فعند تبديل حزام التوقيت، يستوجب الأمر تغيير الشدادات ومضخة الماء لضمان توافق العمر الافتراضي، ويحذر الخبراء من استخدام أحزمة بمقاسات مغايرة، فبينما قد يستوعب شداد الملحقات فارقاً بسيطاً لا يتعدى 5 ملم، يظل التطابق بنسبة 100% هو المعيار الذهبي في أحزمة التوقيت لتجنب الكوارث الميكانيكية.
الأحزمة الحديثة المصنوعة من مادة EPDM تفوقت على أحزمة “النيوبرين” القديمة، حيث لا تظهر شقوقاً واضحة عند التآكل بل تفقد من عمق أخاديدها، لذا يفضل فحصها بأداة قياس العمق الخاصة، وتصميم الأحزمة المضلعة يهدف إلى زيادة مساحة سطح الاحتكاك مع البكرات مع تقليل سماكة الحزام، مما يسمح له بالالتفاف حول بكرات صغيرة بمرونة عالية دون توليد حرارة مفرطة.
في الرمز (6PK1050)، يمثل الرقم 1050 “الطول الفعال” وليس الطول الإجمالي الخارجي، وهو القياس الذي يعمل عنده الحزام تحت ضغط الشداد، وهو ما يجب مراعاته عند الشراء من ماركات بديلة.

التعليقات