في مشهد يذكر بمخاطر الطرق الجبلية في اليمن، شهد طريق "نقيل المانِب" بمحافظة تعز، مساء أمس، معجزة حقيقية بإنقاذ مواطن من حادث سقوط كان قريبًا من أن يكون مميتًا، حيث توقفت سيارته فجأة في لحظة حرجة على حافة طريق مرتفع يربط بين مديريتي الأصابح والزكيرة.
تفاصيل الموقف المحفوف بالمخاطر.
حسب شهود عيان من الأهالي، كان المواطن يقود سيارته في أحد المنعطفات الحادة للطريق، وفقد السيطرة بسبب الانحدار الشديد أو سوء حالة الطريق، انحرفت سيارته نحو حافة الطريق التي تفصلها عن وادٍ عميق أمتار قليلة، وفي لحظة بدت وكأنها قضاء، توقفت السيارة على بعد سنتيمترات فقط من الهاوية، معلقة بجزء بسيط من إطاراتها على التراب الناعم.
خرج السائق من سيارته في حالة من الذهول، يرتجف من هول الصدمة، قبل أن يحيط به الأهالي والمارة في حالة من الارتياح والشكر لله على سلامته التي وُصفت بـ "المعجزة"، خاصة وأن أي تحرك إضافي للسيارة كان سيؤدي حتماً إلى سقوطها.
نقيل المانِب.. "شريان الموت" الذي يصرخ للمساعدة.
يُعتبر نقيل المانِب، المعروف محليًا بـ "شريان الموت"، من أخطر الطرق الوعرة في اليمن، فهو ليس مجرد ممر جبلي، بل شريان حيوي يربط بين عدة مناطق في محافظة تعز، ويستخدمه يوميًا مئات المواطنين والسائقين، ويشتهر بتعرجاته الحادة ومنحدراته الخطيرة، والتي تفتقر إلى أبسط متطلبات السلامة مثل الحواجز الحديدية أو إشارات التحذير الواضحة أو كاميرات المراقبة.
هذا الإهمال المتكرر جعل من نقيل المانِب مسرحًا لعشرات الحوادث المأساوية على مر السنين، والتي راح ضحيتها أرواح بريئة وأصيب فيها العشرات بجروح بالغة، كل حادث جديد يضيف إلى سجل النقيل الأسود، ويعيد إطلاق نداءات الاستغاثة من سكان المنطقة.
الحادث الأخير، الذي انتهى بنجاة معجزة، أعاد إلى الواجهة المطالبات الملحة من قبل سكان المنطقة والنشطاء المدنيين بضرورة تدخل السلطات المحلية والمختصة بشكل عاجل.
يطالب المواطنون بإعادة تأهيل الطريق بالكامل، وإقامة حواجز حماية قوية على طوله، ووضع لافتات تحذيرية واضحة، بالإضافة إلى توسيع الطريق في النقاط الأكثر خطورة.
بينما لا يزال المواطن الناجي يتعافى من صدمته، يبقى نقيل المانِب شاهدًا صامتًا على إهمال متكرر، وطريقًا يقطعه يوميًا آلاف المواطنين الذين يضعون حياتهم بين يدي القدر، على أمل أن تتحقق "المعجزة" لهم أيضًا أو أن تصلهم المساعدة قبل فوات الأوان.

التعليقات