شهدت محافظة تعز، أمس، زيادة ملحوظة في المطالبات الشعبية والحقوقية، حيث دعت السلطات الأمنية المحلية إلى البدء الفوري في حملة شاملة لترقيم وتسجيل جميع الدراجات النارية، وذلك بعد استخدامها في جريمة نفذها مجهولون، مما أثار الرعب بين سكان المدينة، وأعاد النقاش حول ضرورة ضبط هذه الوسيلة التي أصبحت في كثير من الأحيان أداة لتنفيذ الجرائم والهروب من مواقع الحوادث.

وجاءت هذه الدعوات كرد فعل مباشر على الحادثة التي وقعت يوم الخميس، حيث استخدم مجهولون دراجة نارية سريعة لتفجير عبوة قرب مقر حزب الإصلاح بتعز، قبل أن يفروا.

وفي هذا السياق، أكد ناشطون ومواطنون لوسائل الإعلام المحلية أن ترقيم الدراجات النارية لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة أمنية ملحة.

وقال المواطن “أحمد الحميدي” من سكان مدينة تعز: “أصبحت هذه الدراجات كابوساً يطارد المواطنين في شوارع المدينة، خاصة في الليل، فهي وسيلة مثالية للجناة لتنفيذ جرائمهم والاختفاء في زوايا الأزقة الضيقة دون ترك أي أثر يمكن تتبعه، الترقيم وتسجيل البيانات سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي عمل مشبوه”

من جانبه، رأى الناشط الحقوقي “خالد السعدي” أن المسألة تتطلب حزمة إجراءات متكاملة، موضحاً: “ترقيم الدراجات هو الخطوة الأولى، لكنها يجب أن ترتبط بإنشاء قاعدة بيانات مركزية تربط كل دراجة بصاحبها، وإلزام السائقين بتراخيص قيادة، وتحديد مسارات خاصة لهم في بعض الشوارع الرئيسية، كما يجب تغليظ العقوبات على المخالفين الذين يسيئون استخدامها، مثل القيادة المتهورة، أو عدم حمل لوحات، أو استخدامها في التهديد”

يؤكد الخبراء الأمنيون أن هذه الدراجات، بسبب صغر حجمها وسرعتها وسهولة مناورتها، تشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية، خاصة في المدن المكتظة مثل تعز.

ويواجه ملف ترقيم الدراجات النارية في تعز، كما في غيرها من المحافظات اليمنية، تحديات لوجستية وقانونية، أبرزها انتشار أعداد هائلة منها غير المسجلة، وصعوبة حصرها، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات الأمنية اللازمة لتنفيذ حملات ضبط واسعة.

لكن الضغط الشعبي المتزايد قد يدفع الأجهزة المعنية إلى التحرك سريعاً لاستعادة الثقة في قدرتها على فرض القانون.

تبقى الأنظار متجهة نحو القيادة الأمنية في محافظة تعز، والتي ينتظر منها إعلان خطة عمل واضحة للتعامل مع هذه الظاهرة المتنامية، ففي ظل حالة القلق السائدة، يرى الكثيرون أن البدء في ترقيم الدراجات النارية هو مدخل أساسي لاستعادة الأمن، وقطع الطريق على من يحاولون تحويل شوارع المدينة إلى ساحة لأعمالهم الإجرامية.