أكد المهندس بدر باسلمه، مستشار رئاسة مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الإدارة المحلية وأحد القيادات السياسية البارزة في حضرموت، أن التحركات العسكرية لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة لم تعد قابلة للتغليف بشعارات "التحرير" أو "طرد القوات الدخيلة"، واصفًا الوضع بأنه "غزوة سياسية وعسكرية لا تهدف لاستعادة وطن، بل للاستيلاء على مقدراته، في مغامرة قد تكتب النهاية لمشروع الانتقالي نفسه".
وفي منشور له بعنوان "الحقائق الثلاث لتحرك الانتقالي"، أوضح باسلمه أن القراءة المنطقية لهذه التحركات تكشف ثلاث حقائق رئيسية:
البحث عن الغنيمة لا عن الدولة.
قال باسلمه إن اندفاع الانتقالي نحو الشرق ليس بدافع "الحنين للأخوة الجنوبية"، بل نحو "خزنة الدولة"، مضيفًا أن "الجنوب بلا حضرموت هو مشروع دولة مفلسة"، وأشار إلى أن السيطرة على منابع النفط والمنافذ السيادية ليست استراتيجية دولة، بل "سطو مسلح على الجغرافيا الاقتصادية"، لافتًا إلى أن الانتقالي بدأ بتوجيه شركة بترومسيلة لزيادة إنتاج النفط وضخه للتخزين في خزانات مصافي عدن.
العبث بصاعق الأمن الإقليمي.
واعتبر أن تصرفات الانتقالي في المهرة وحضرموت تتجاهل أبجديات الجغرافيا السياسية، موضحًا أن هذه المناطق تمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي السعودي والعماني، وقال إن "نقل الفوضى وتصدير صراع الميليشيات ومحاولة فرض الأمر الواقع على حدود المملكة هو غباء استراتيجي"، محذرًا من أن ذلك قد يحول الانتقالي من "حليف محلي" إلى "عبء أمني" يجب التخلص منه لضمان استقرار المنطقة.
صدام العقليات – الدولة مقابل القرية.
أشار إلى أن أخطر ما في هذه المغامرة هو "الجهل بطبيعة التركيبة الاجتماعية لحضرموت والمهرة"، مضيفًا أن الانتقالي يحاول استنساخ تجربته في الضالع ولحج وفرضها على المكلا وسيئون، متناسيًا أن حضرموت مجتمع مدني وتجاري وعلمي ينفر من عسكرة الحياة، وأكد أن أبناء حضرموت لا يرون القوات القادمة من الغرب كقوات تحرير بل "كقوات وصاية"، وأن محاولة كسر الكبرياء الحضرمي ستولد مقاومة شرسة، لأن الانتقالي لا يواجه جيشًا نظاميًا بل "هوية ومجتمعًا يرفض أن يُحكم بعقلية القرية".
وفي ختام منشوره، قال باسلمه إن "إصرار الانتقالي على التمدد شرقًا ليس دليل قوة بل دليل أزمة، إنها رقصة الديك المذبوح الذي يبحث عن شريان حياة اقتصادي وسياسي بعد فشله في تحقيق الاستقرار في عدن وحولها"، مؤكدًا أن حضرموت بتاريخها وثقلها وجوارها "أكبر من أن تبتلعها فصائل مسلحة وأعصى من أن تُكسر"، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيجعل الشرق "المقبرة التي تُدفن فيها طموحات الانتقالي وإلى الأبد".

التعليقات