في تصعيد غير مسبوق واستمرارًا لانتهاكاتها للمقدسات والمنشآت المدنية، قامت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بخطوة استفزازية جديدة في محافظة إب، حيث اقتحمت مسجدًا ومركزًا للقرآن الكريم وحولته إلى معسكر عسكري، مما يثير المخاوف من تدهور الوضع الأمني في المحافظة التي كانت تُعتبر من الأكثر هدوءًا.

وبحسب شهادات محلية ومصادر مطلعة، فقد قامت عناصر تابعة للميليشيا بنشر عشرات المسلحين بأسلحة خفيفة وثقيلة حول وبداخل مسجد ومركز “الفرقان للقرآن الكريم” في منطقة محطب التابعة لمديرية السياني.

وقام المسلحون بتطويق المكان بالكامل قبل أن يدخلوا بالقوة، ويقوموا بطرد عشرات الطلاب والطالبات الذين كانوا يتلقون دروسهم وحلقات التحفيظ هناك.

ووصف شهود عيان المشهد بأنه كان مشحونًا بالتوتر والخوف، حيث أجبر المسلحون الطلاب على مغادرة أماكن دراستهم فجأة، ومنعوا القائمين على المركز من استكمال مهامهم التعليمية والدعوية.

وبعد إخلاء المركز من طلابه، بدأت الميليشيا في تحويله إلى ثكنة عسكرية، حيث تم نشر نقاط حراسة وتخزين معدات عسكرية في ساحاته وقاعاته التي كانت يملؤها صوت القرآن.

وتأتي هذه الخطوة العدائية ضمن تصعيد عسكري منظم ومتواصل تشهده مديرية السياني الحدودية مع محافظة تعز، والتي تُعتبر أحد بؤر التوتر الرئيسية في اليمن.

وكشفت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي تقوم منذ أسابيع بأعمال استحداثات وتحصينات عسكرية مكثفة في التلال والمرتفعات المطلة على منطقة محطب والمناطق المجاورة لها.

ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها جزء من خطة الميليشيا لتعزيز مواقعها العسكرية على خطوط التماس مع القوات الحكومية، مستغلةً الهدوء النسبي في جبهات أخرى لتمديد نفوذها وإعادة تموضعها استعدادًا لأي طارئ.

ويُعد استهداف المرافق الدينية والتعليمية وتحويلها إلى أهداف عسكرية انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والأعراف الإنسانية، ويؤكد على تجاهل الميليشيا التام للمدنيين ومقدساتهم.

أثارت هذه التطورات حالة من الغضب والقلق الشديدين بين أبناء محافظة إب، الذين ينظرون إلى هذا الفعل على أنه تدنيس لمقدساتهم وتعدي على حياتهم المدنية.

يُعد مركز الفرقان منارة علمية وتربوية مهمة في المنطقة، وكان يخدم العشرات من الأطفال والشباب، وتحويله إلى معسكر يمثل ضربة للعملية التعليمية وللروح الدينية في المنطقة.

وحذر مراقبون من أن هذا النوع من التصعيد قد يدفع محافظة إب إلى دائرة العنف، مما يهدد أمن واستقرار سكانها الذين عانوا كثيرًا من ويلات الحرب، ويبقى الوضع في منطقة محطب والسياني متأزمًا وسط مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية قد تكون عواقبها وخيمة على المدنيين.