شهدت مدينة تعز، صباح الخميس، انفجارًا قويًا استهدف بوابة المقر الرئيسي للتجمع اليمني للإصلاح، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في حادثة أثارت قلق الأوساط السياسية والاجتماعية بالمحافظة.

أكد المكتب التنفيذي للحزب في تعز مقتل اثنين من قياداته البارزة، بالإضافة إلى طفل لم يتجاوز السابعة من عمره، بينما أصيب عشرة آخرون، من بينهم نساء وأطفال، في هجوم أدانته القوى السياسية ووصفته بالعمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف أمن واستقرار المدينة.

في مشاهد مؤلمة أرعبت سكان الحي، انطلقت شرارة الانفجار عند بوابة مقر حزب الإصلاح، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة في المبنى وواجهات المحلات المجاورة، وانتشرت حالة من الذعر بين المواطنين، ولم تكن الضحايا مجرد أرقام، بل شخصيات تركت بصمات واضحة في المجتمع التعزي، والحزن يعم المدينة بعد رحيل القياديين.

الأستاذ إبراهيم نعمان الشراعي، شخصية تربوية واجتماعية معروفة، أمضى عقودًا في خدمة التعليم وبناء الأجيال، وكان له دور بارز في الحياة العامة في صفوف الحزب، والأستاذ محمد عبد الله سعيد المغلس، أحد رموز العمل الاجتماعي والسياسي، أسهم بشكل فعال في ترسيخ القيم المجتمعية وكان صوتًا معتدلًا يدعو إلى السلم والتآلف.

إلى جانب ذلك، فقد الطفل براءته في لحظة همجية، مما أضاف بعدًا إنسانيًا مؤلمًا للجريمة، مؤكدًا أن الإرهاب لا يميز بين أحد.

في بيان عاجل، نعى التجمع اليمني للإصلاح قيادييه واصفًا ما حدث بـ “الهجوم الإرهابي الغادر” و “الجريمة البشعة”.

وأوضح البيان أن هذا العمل المدبر لا يستهدف الحزب فقط، بل يهدف إلى ضرب الأمن القومي للمحافظة، وزعزعة السلم الاجتماعي، وإثارة الفوضى والفتنة.

ورغم صدمة الحزن، أظهر البيان عزيمة راسخة، مؤكدًا أن “هذه الجرائم الإرهابية لن تثنينا عن مواصلة دورنا الوطني، والانحياز الكامل لقضايا المواطنين، والتمسك بخيار السلم الأهلي، ومناهضة العنف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره”.

دعا الحزب أبناء تعز إلى الوحدة والترابط في مواجهة هذه المحاولات اليائسة لزرع الفرقة.

لم تقتصر ردود الفعل على حزب الإصلاح، بل تحركت الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز على مختلف توجهاتها، وأصدرت بيانات مشتركة ومنفصلة أدانت بشدة التفجير.

واعتبرت هذه القوى أن الهجوم يمثل “عملًا إجراميًا جبانًا” يستهدف العمل السياسي برمته في المدينة، ويسعى إلى شل الحياة العامة وترهيب الكوادر الوطنية.

وأجمعت الأحزاب على أن هذا الاعتداء يأتي في سياق محاولات مستمرة لضرب استقرار تعز التي صمدت في وجه الحصار والعدوان لسنوات.

وتصاعدت المطالبات بفتح تحقيق عاجل وشفاف من قبل السلطات المحلية والأمنية لتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية التي لا تستهدف إلا اليمن وأهله.

ويأتي هذا التفجير الخطير في ظل ظروف أمنية وإنسانية معقدة تمر بها محافظة تعز، التي تعتبر أحد أهم مراكز الثقل في جنوب اليمن، وتشهد توترات أمنية متقطعة.

ويرى مراقبون أن استهداف مقر حزبي كبير بهذه الطريقة المنظمة يهدف إلى إرباك المشهد السياسي في المدينة، وخلق فجوة من الثقة بين مكوناتها، في وقت تسعى فيه القوى السياسية والاجتماعية إلى تجاوز خلافاتها والتركيز على مواجهة التحديات المشتركة.