أكدت مصر، يوم الخميس، وجود “خطوط حمراء” تتعلق بالسودان لا يمكن تجاوزها، مشددة على أن أي مساس بها يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري المرتبط بالأمن القومي السوداني، وأعلنت حقها في اتخاذ التدابير التي تكفلها اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين لضمان عدم المساس بهذه الثوابت.

وجاء الموقف المصري في بيان رسمي للرئاسة بمناسبة زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، حيث أوضح البيان أن مصر تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر في السودان وما نتج عنها من انتهاكات بحق المدنيين، خاصة في مدينة الفاشر.

وشددت القاهرة على أن وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم السماح بانفصال أي جزء منها يمثل أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، مؤكدة رفضها القاطع لإنشاء كيانات موازية أو الاعتراف بها، كما أوضحت أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها يعد خطًا أحمر آخر، مع التأكيد على حق مصر في اتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك.

وفي ختام البيان، جددت مصر حرصها على مواصلة العمل ضمن إطار الرباعية الدولية للوصول إلى هدنة إنسانية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وإنشاء ممرات آمنة لحماية المدنيين، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الدولة السودانية.

المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أوضح أن مراسم الاستقبال الرسمية في قصر الاتحادية تضمنت استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، أعقبها صورة تذكارية، ثم جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يعكس تطلعات الشعبين نحو التكامل والتنمية، واختتمت بمأدبة غداء رسمية.

وأشار السفير محمد الشناوي إلى أن المباحثات تطرقت إلى مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للشعب السوداني في مساعيه لتجاوز المرحلة الراهنة، مع التشديد على ضرورة وقف الجرائم بحق المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها، كما اتفق الجانبان على أهمية تكثيف الجهود لتقديم الدعم للشعب السوداني في ظل الظروف الإنسانية القاسية.

من جانبه، أعرب البرهان عن تقديره لمساندة مصر المتواصلة للسودان، مؤكدًا أن ذلك يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، كما تناول اللقاء الأوضاع الإقليمية في حوض النيل والقرن الإفريقي، حيث أكد الطرفان تطابق رؤاهما بشأن الأولويات الأمنية، وحرصهما على التنسيق المشترك لحماية الأمن المائي ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، مع التشديد على احترام قواعد القانون الدولي بما يحقق مصالح دول الحوض كافة.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية أن مراسم الاستقبال الرسمية عكست حفاوة تؤكد عمق الروابط التاريخية بين الشعبين، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل رعاية قيادتي البلدين.

وفي السياق الدولي، قالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية كاريسا جونزاليز إن الولايات المتحدة تضع ملف السودان في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى هدنة إنسانية “دون شروط مسبقة”، مؤكدة رغبة الرئيس الأميركي في وقف الحرب، وأشارت إلى أن مبادرة الرباعية الدولية تهدف إلى إعادة إحياء المسار السياسي وفتح مرحلة انتقالية نحو حكم مدني، لافتة إلى أن واشنطن فرضت عقوبات على أشخاص وكيانات تدعم قوات “الدعم السريع”.

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في نوفمبر الماضي أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد طلب من ولي العهد السعودي بالتدخل لحل الأزمة، يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اندلعت في أبريل 2023 قبيل انتقال مخطط له إلى الحكم المدني، وأدت إلى أكبر أزمة نزوح في العالم.