شنت مليشيات الحوثي، اليوم الخميس، حملة اعتقالات جديدة استهدفت موظفين تابعين للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، حسبما أفادت مصادر محلية.
وفي تعليق على هذه الأحداث، قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي إن تزامن الاعتقالات مع المشاورات الجارية حول ملف الأسرى في مسقط يكشف عن نهج الحوثيين، موضحًا أن الجماعة لا تتعامل مع المفاوضات كمسار للسلام، بل كأداة ضغط وابتزاز ومساحة دعائية للحصول على مكاسب تحت التهديد.
وأضاف المجيدي متسائلًا: “كيف يمكن الحديث عن إجراءات بناء ثقة بينما تُستخدم الأمم المتحدة نفسها كورقة تفاوض؟ وكيف تُدار مشاورات برئاسة شخصيات متورطة في ملفات ابتزاز وانتهاكات بينما موظفو المنظمة يُساقون إلى الأقبية؟”
وأكد أن الرسالة الحوثية واضحة، تتمثل في غياب أي احترام للوساطة، وعدم الاعتراف بالقانون الدولي، وانعدام النية في اتباع أي سلوك حسن، وقال: “من يثق بالحيّة الرقطاء لا ينبغي أن يُفاجأ بلدغتها، وأي مسار تفاوض لا يبدأ بالإفراج عن المختطفين ليس سلامًا، بل تطبيع مع الجريمة”
وجاءت الحملة الحوثية بعد يوم واحد من تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أدان بشدة استمرار الاحتجاز التعسفي لـ59 من موظفي الأمم المتحدة وشركاء المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وفقًا للقانون الدولي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه سلطنة عمان منذ أيام مفاوضات بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي حول ملف تبادل الأسرى والمحتجزين، وسط مساعٍ حكومية لإبرام صفقة شاملة تقوم على مبدأ “الكل مقابل الكل”، في ظل رفض الجماعة لذلك حتى الآن.

التعليقات