تستمر المواجهات المسلحة لليوم الرابع في قرية “الغرزة” بمديرية همدان، شمال العاصمة صنعاء، بين أهالي المنطقة وقوات تابعة للقيادي الحوثي محمد أحمد الجمل المعروف بـ”أبو صلاح”، بسبب محاولات الأخير للاستيلاء على أراضي المواطنين بشكل قسري.

وأكدت مصادر محلية أن التوتر الذي بدأ منذ أكثر من شهر ونصف انفجر عسكريًا في الأيام الأخيرة، بعد أن حاولت مليشيات الجمل، بدعم من عناصر من الشرطة العسكرية الحوثية، السيطرة بالقوة على أراضي القرية، وأفادت المصادر بأن الأهالي أبدوا شجاعة في الدفاع عن ممتلكاتهم وتمكنوا من صد الحملة وإجبارها على التراجع، وسط حالة من الاستنفار القبلي في المنطقة.

ورغم دخول لجنة وساطة قبلية تضم وجهاء من همدان لمحاولة احتواء الموقف يوم الأربعاء، إلا أن الأنباء تشير إلى استمرار التوتر ومخاوف من تجدد الاشتباكات في حال أصر القيادي الحوثي على مطالبته بالاستيلاء على نحو 60 ألف “لبنة” من أراضي القرية بزعم تبعيتها لوزارة الدفاع، رغم امتلاك الأهالي لوثائق ملكية رسمية.

ويعتبر محمد أحمد الجمل من منطقة بيت نعم أحد أبرز الشخصيات في جماعة الحوثي، ويرتبط اسمه بسجل طويل من الانتهاكات.

وقد برز الحوثي “الجمل” كمسؤول عن فرض نظام جباية قسري على سائقي شاحنات “النيس” والكسارات في مديريات طوق صنعاء مثل همدان ونهم وبني حشيش وبني الحارث.

وتشير التقارير إلى تورطه في غسيل أموال وشراء أراضٍ استراتيجية، وهو مشمول بقرارات دولية لملاحقة الأموال، رغم نفوذه الذي يجعله فوق سلطة القضاء والأمن الحوثي.

وسبق أن تسببت ممارساته في مواجهات قبلية بمديريتي “عنس” بذمار وإب، حيث قوبلت نقاط الجباية التي استحدثها بالرفض والإحراق من قبل القبائل.

ويرى مراقبون أن أحداث قرية “الغرزة” تعكس نمطًا متزايدًا من “الإقطاع العسكري” الذي تنتهجه قيادات حوثية للسيطرة على الأراضي الحيوية حول العاصمة، وتحويلها إلى ملكيات خاصة تحت غطاء مؤسسات الدولة، مما يهدد بتفجير انتفاضات قبلية في مناطق طوق صنعاء نتيجة “التجويع المنظم” ومصادرة الحقوق الخاصة.