افتتح سوق الذهب في المملكة العربية السعودية تعاملاته اليوم الخميس بشكل هادئ، حيث ساد الاستقرار معظم أعيرة المعدن النفيس في محلات الصاغة، ويعكس هذا الوضع توازناً واضحاً بين المعروض والطلب، بينما يترقب المستثمرون وأصحاب عمليات الشراء أي تغييرات قد تحدث في الأسعار محلياً أو عالمياً، ويعتبر الذهب من أهم الأصول الاستثمارية التي يعتمد عليها الأفراد لحفظ قيمة أموالهم، خاصة في ظل تقلبات الأسواق المالية العالمية والضبابية الاقتصادية التي تعاني منها العديد من الدول.

أسعار الذهب في السعودية اليوم

وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى حوالي 522.38 ريال سعودي، بينما سجل عيار 22 نحو 478.85 ريال، وبلغ سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر شيوعاً في السوق المحلي، حوالي 457.08 ريال، واستقر سعر جرام الذهب عيار 18 عند 391.78 ريال، ويعكس هذا الثبات استقراراً نسبياً في حركة البيع والشراء داخل محلات الصاغة، كما أن الأسعار حافظت على مستوياتها دون حدوث ارتفاعات أو انخفاضات كبيرة، مما يوفر حالة من الطمأنينة للمشترين والمستثمرين على حد سواء.

العوامل المؤثرة على الأسعار

يرتبط استقرار أسعار الذهب في المملكة بشكل كبير بتحركات الأسواق العالمية، حيث يتأثر المعدن النفيس بعدة عوامل، أبرزها حالة التباطؤ الاقتصادي التي تشهدها بعض الدول الكبرى، والتقلبات المستمرة في الأسواق المالية العالمية، كما تلعب السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، مثل أسعار الفائدة والقرارات المتعلقة بالسيولة، دوراً محورياً في تحديد اتجاه أسعار الذهب، وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، يميل المستثمرون إلى تحويل جزء من أموالهم نحو الذهب كملاذ آمن يحميهم من المخاطر المحتملة.

أداء الذهب عالمياً

شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً على المستوى العالمي لليوم الخامس على التوالي، بعد أن سجل الأسبوع الماضي أعلى مستوى له منذ سبعة أسابيع، ولامس سعر الأونصة 4353 دولاراً، ويأتي هذا الصعود نتيجة زيادة الطلب على المعدن الأصفر من قبل المستثمرين الذين يسعون لضمان أموالهم ضد مخاطر الأسواق وتقلباتها، كما ساعدت التحليلات الاقتصادية الإيجابية جزئياً في دفع مؤشر الزخم للذهب نحو مستويات تشير إلى تشبع شرائي، مما يعكس رغبة قوية لدى المستثمرين في الاحتفاظ بالمعدن النفيس.

تأثير عوائد السندات الأمريكية

ساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات في دعم أسعار الذهب، حيث أن انخفاض هذه العوائد يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائداً ثابتاً، ويؤدي ذلك إلى إعادة توجيه شريحة كبيرة من المستثمرين أموالهم نحو الذهب كأداة تحوط فعالة ضد المخاطر الاقتصادية، ويعتبر هذا العامل من أبرز المحركات التي تدفع الذهب نحو الاستقرار أو الارتفاع على المدى القريب، مما ينعكس بدوره على الأسواق المحلية، بما فيها السوق السعودي، مما يخلق حالة من التوازن بين العرض والطلب.