شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة انتشار فيديوهات تدعي أنها توثق لحظة خروج يأجوج ومأجوج في عام 2025، مما أثار اهتمام البعض وقلق آخرين حول صحة هذه الادعاءات، لكن الحقيقة أن هذه المقاطع ليست سوى مؤثرات بصرية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي أو تصميمات رقمية، وليست توثيقًا واقعيًا لأحداث غيبية، ويؤكد علماء الدين أن ظهورهم مرتبط بعلامات كبرى لم تحدث بعد، مثل نزول عيسى بن مريم وظهور المسيح الدجال، مما يجعل أي ادعاء بتصوير خروجهم غير صحيح.
تفاصيل خروج يأجوج ومأجوج في النصوص الشرعية
تشير النصوص القرآنية والأحاديث النبوية إلى أن يأجوج ومأجوج محبوسون خلف سد بناه ذو القرنين، ولن يخرجوا إلا بعد أن يأذن الله بذلك، ويصف القرآن خروجهم بأنهم “من كل حدب ينسلون”، أي ينحدرون من كل مكان مرتفع بسرعة كبيرة، ويستمرون في الفساد في الأرض، ويُحصن المؤمنون أنفسهم في مدائنهم من شرورهم، حتى تتدخل قدرة الله وتضع حدًا لهم.
السد وكيفية خروجهم وفق الحديث النبوي
يقول الحديث الشريف إنهم يحفرون السد يوميًا، وعندما يأذن الله بخروجهم، يؤجل قائدهم الحفر إلى اليوم التالي، ليجدوا السد كما تركوه ويستمروا في نقبه حتى يتمكنوا من الخروج، وهذه التفاصيل توضح أن خروجهم هو حدث تدريجي، لا يمكن تصويره أو التنبؤ بموعده بدقة في الوقت الحالي.
آثار خروج يأجوج ومأجوج على الأرض
وفق المصادر الشرعية، يمر أولهم ببحيرة طبرية ويشربون مياهها بالكامل، ويستمرون في الانتشار والفوضى، حتى تصل فتنتهم إلى ذروتها، فيقومون بإلقاء أسهمهم نحو السماء فتعود مخضبة بالدماء، معتقدين أنهم قد تغلبوا على أهل الأرض والسماء، وهذه التفاصيل تشير إلى أن الأحداث المصاحبة لخروجهم ستكون كارثية ومذهلة، وليست شيئًا يمكن محاكاته بشكل واقعي عبر الفيديوهات المنتشرة.
نهاية فتنتهم والدعاء المستجاب
تنتهي فتنتهم بدعاء عيسى بن مريم والمؤمنين، فيرسل الله عليهم “النغف”، وهو دود يخرج في رقابهم، مما يؤدي إلى موتهم جميعًا في وقت واحد، ثم يغسل الله الأرض بمطر ينظف آثارهم، ويصبح المكان نظيفًا تمامًا كالمرايا، وهذه النهاية المؤكدة شرعياً تجعل أي محاولة لتصوير خروجهم في الزمن الحالي مستحيلة وغير دقيقة.
تحذير رسمي من تداول الفيديوهات المزيفة
حذر العلماء والدعاة من نشر مثل هذه الفيديوهات، لأنها تزيف الحقائق الدينية وتستغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصوير أحداث غيبية لا يعلمها إلا الله، ويؤكد المختصون ضرورة مراجعة المصادر الرسمية والكتب الشرعية قبل الانسياق وراء مقاطع جذابة لكنها مضللة.
ملخص وتوصية للمتابعين
باختصار، الفيديوهات التي تدعي تصوير يأجوج ومأجوج في 2025 لا تمت للواقع بصلة، وأي ظهور لهم مرتبط بعلامات كبرى لم تتحقق بعد، يُنصح المستخدمون بالتحقق من صحة الأخبار وعدم الانسياق وراء الشائعات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، وسيتم تحديث الخبر عند ظهور أي مستجدات رسمية من الجهات الشرعية المعتمدة.

التعليقات