يواجه المشجعون الراغبون في حضور نهائي كأس العالم العام المقبل دفع آلاف الجنيهات الإسترلينية مقابل أرخص تذكرة متاحة. وقالت رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا إنها تشعر بـ«الذهول» من استراتيجية التسعير «الابتزازية» التي تعتمدها فيفا، مطالبة بـ«إيقاف بيع التذاكر فورًا». من جانبها، وصفت سفارة مشجعي إنجلترا التابعة لاتحاد مشجعي كرة القدم هذه الأسعار بأنها «صفعة على وجه المشجعين».
مع تصاعد القيمة التجارية لكرة القدم العالمية، لم تعد البطولات الكبرى مجرد منافسات رياضية، بل أصبحت منظومة اقتصادية متكاملة تشارك فيها أطراف متعددة، من رعاة عالميين وناقلين حصريين، وصولًا إلى مواقع مراهنات رياضية التي باتت جزءًا من المشهد المحيط باللعبة. وفي خضم هذا التحول، يجد المشجع العادي نفسه في مواجهة واقع جديد، حيث تتحول تجربة حضور المباريات من حق جماهيري إلى امتياز مكلف، وهو ما ظهر بوضوح مع الإعلان عن أسعار تذاكر كأس العالم المقبلة.
ثلاث فئات… وأسعار غير مسبوقة
بحسب ما كشفته تقارير إعلامية، قُسّمت تذاكر نهائي البطولة المقام على ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي إلى ثلاث فئات رئيسية، تبدأ من أكثر من 3,000 جنيه إسترليني، وتصل إلى ما يزيد على 6,600 جنيه للفئة الأعلى. وتُعد هذه الأسعار أعلى بنحو سبعة أضعاف مقارنة بمونديال 2022 في قطر، حيث كانت أرخص تذكرة متاحة آنذاك في حدود 450 جنيهًا فقط.
أحد أكثر النقاط المثيرة للانتقاد هو غياب أي تخفيضات للأطفال أو العائلات أو الفئات الخاصة، ما يجعل حضور البطولة حلمًا بعيد المنال لعدد كبير من المشجعين، خصوصًا العائلات. كما أن فيفا قررت، ولأول مرة، التخلي عن نظام السعر الموحد في مباريات دور المجموعات، والاتجاه إلى تسعير متغير يعتمد على “شعبية المباراة” أو “جاذبية المنتخبات”، دون توضيح معايير واضحة لذلك.
إنجلترا تدفع أكثر من غيرها
بموجب هذا النظام، سيدفع مشجعو بعض المنتخبات مبالغ أعلى من غيرهم في المرحلة نفسها من البطولة. فعلى سبيل المثال، جاءت أسعار مباريات منتخب إنجلترا في دور المجموعات أعلى من نظيرتها لمنتخب اسكتلندا، رغم تقارب المرحلة وقيمة التذاكر من حيث الفئة. وهو ما اعتبرته روابط المشجعين تمييزًا غير مبرر، يفتقر إلى الشفافية ويقوّض مبدأ العدالة بين جماهير المنتخبات المشاركة.
ليس مشجعي المنتخب الإنجليزي فقط هما من يعانون من ارتفاع أسعار تذاكر كأس العالم 2026، بل يتحمل كافة الجماهير تكلفة أكبر مقارنة بما كانت عليه أسعار التذاكر في مونديال قطر 2022. تشير التقديرات إلى أن المشجع الذي يرغب في حضور جميع مباريات منتخب بلاده حتى النهائي قد يضطر لدفع ما يزيد على 5,000 جنيه إسترليني للفئة الأرخص، بينما قد تتجاوز التكلفة 12,000 جنيه للفئة الأعلى، دون احتساب مصاريف السفر والإقامة.
وهي أرقام تفوق بكثير تكاليف كأس العالم السابقة، ما يعزز الانتقادات الموجهة لفيفا بشأن تغليب الجانب التجاري على حساب الجماهير.
من جانبهم، يتوجه غالبية مشجعي المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم 2025 إلى الاستفادة من ميزة البث المباشر التي توفرها مواقع كثيرة على الإنترنت مع ميزة الرهان على المباريات في نفس الوقت. يفضل الكثيرين التسجيل باستخدام برومو كود 1xBet عند الاشتراك في موقع 1 اكسبت للحصول على مكافأة تصل 18200 جنيه بدلا من 14000 جنيه على أول إيداع والاستمتاع بمشاهدة المباريات مجانا والاستفادة من الإحصائيات التي يقدمها الموقع وميزة التتبع البصري. هذا يقلل كثيرًا من التكلفة التي يتحملها المشجع لمشاهدة مباريات كأس العالم 2026.
غضب المشجعين يتصاعد، وغياب الشفافية
عدد من المشجعين عبّروا عن استيائهم عبر وسائل الإعلام، معتبرين أن هذه السياسة “تقصي الجماهير الأكثر ولاءً”، وتحول البطولة إلى حدث نخبوّي لا يستطيع حضوره سوى القادرين ماليًا. كما أبدى آخرون تخوفهم من الاضطرار إلى تقليص خططهم، أو الاكتفاء بحضور عدد محدود من المباريات، بدل متابعة البطولة كاملة كما جرت العادة في نسخ سابقة. ليس ذلك فقط، بل ارتفاع أسعار التذاكر قد يجذب المزيد لمستخدمي تطبيقات المراهنات الرياضية التي توفر ميزة الرهان على المباريات مع البث المباشر والتتبع البصري الافتراضي للمباراة لمتابعة مباريات كأس العالم.
حتى الآن، لم تقدم فيفا توضيحات كافية حول آلية تحديد الأسعار أو مفهوم “شعبية المباريات”، ما يترك علامات استفهام كبيرة حول مستقبل تسعير البطولات الكبرى، وحدود مشاركة الجماهير فيها.
ومع استمرار عمليات بيع التذاكر، يبدو أن الجدل مرشح للتصاعد، خاصة في ظل شعور متزايد بأن كرة القدم، التي طالما وُصفت بأنها “لعبة الجماهير”، تبتعد أكثر فأكثر عن مشجعيها الحقيقيين.

التعليقات