كشف مصدر مسؤول في مجلس القيادة الرئاسي أن رئيس المجلس، الدكتور رشاد العليمي، من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مساء الثلاثاء أو الأربعاء، لمناقشة الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن، وأفاد المصدر بأن الأوضاع في المحافظتين لا تزال معقدة، وجميع الاحتمالات قائمة.

الرئيس العليمي وصل إلى الرياض يوم الجمعة 12 ديسمبر قادمًا من عدن، لإجراء مشاورات مع أطراف إقليمية ودولية حول التطورات الوطنية، خاصة المستجدات المتسارعة في المحافظات الشرقية، وفق بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ في نفس اليوم.

عقد الرئيس العليمي اجتماعات موسعة مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، مؤكدًا رفضه القاطع للإجراءات الأحادية التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تهدد العملية السياسية وتتنافى مع الدستور والقانون ومرجعيات المرحلة الانتقالية وإعلان نقل السلطة.

في حضرموت، يواصل وفد سعودي برئاسة اللواء الدكتور محمد بن عبيد القحطاني لقاءاته مع السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ سالم الخنبشي، بالإضافة إلى قيادات ومرجعيات حضرموت ومجلس الشورى والكتلة البرلمانية، حيث أكد القحطاني في تصريحات سابقة موقف المملكة الرافض لأي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة والسلطة المحلية، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يستند إلى روابط تاريخية وجوار جغرافي وعلاقات اجتماعية وثيقة مع حضرموت، موضحًا أن لقاءات الوفد تهدف إلى تعزيز التهدئة، مشيدًا بالمواقف الوطنية التي أظهرتها القبائل والمرجعيات والكتلة البرلمانية.

وخاطب القحطاني المجتمعين بقوله إنهم جسدوا معاني الحكمة وضبط النفس حين قدموا المصلحة العليا للمحافظة على أي مواجهة مسلحة، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل علامة فارقة في تعزيز النسيج الاجتماعي وتهيئة الأجواء للاستقرار، كما جدد مطلب المملكة بخروج قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة.

من جانبه، أكد المحافظ سالم الخنبشي خلال لقاء الجمعة الماضية أن زيارة الوفد السعودي تعزز أواصر الأخوة والجوار والعقيدة المشتركة بين حضرموت والمملكة، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه الرياض للمحافظة في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، موضحًا أن هذه الزيارة تمثل دعمًا مباشرًا للسلطة المحلية في مواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية والأمنية.

الحاضرون في الاجتماع عبروا عن تقديرهم للمملكة قيادةً وحكومةً وشعبًا، مؤكدين أن حضرموت ترتبط تاريخيًا واجتماعيًا بالمملكة، وأن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن المملكة، وأشاد أعضاء الكتلة البرلمانية ومرجعيات القبائل بالموقف السعودي الحازم تجاه دخول قوات المجلس الانتقالي إلى وادي حضرموت، معتبرين أن استجابة المملكة لنداء المحافظة شكلت تطمينًا مهمًا لكافة شرائح المجتمع.

ورحب رئيس الكتلة البرلمانية الشيخ صالح العامري وشيخ قبائل حضرموت عبدالله صالح الكثيري بالوفد السعودي، مشيدين بجهود المملكة في تحقيق التهدئة والاستقرار، وأكدا أن تولي قيادة أمن حضرموت من أبناء المحافظة يمثل مطلبًا أساسيًا لضمان استقرار حقيقي ومستدام، وأن وقوف المملكة إلى جانب حضرموت في هذه المرحلة الحساسة يعد رسالة اطمئنان لأبنائها.

وتواصل مليشيا الانتقالي الدفع بتعزيزات جديدة إلى حضرموت والمهرة، رغم أنباء عن اتفاق يفضي بسحب كافة المليشيات القادمة من خارج المحافظتين وتسليمها لقوات “درع الوطن”.