غياب صلاح عن تشكيلة ليفربول يثير الجدل.. ماذا تناولت الصحافة الإنجليزية؟

في ليلة مميزة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، شهدت جماهير كرة القدم حدثًا غير عادي، جذب الانتباه من جميع المباريات في الجولة، تمثل في جلوس محمد صلاح، نجم ليفربول وقائد منتخب مصر، على مقاعد البدلاء لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، هذا القرار، الذي جاء خلال فوز ليفربول على وست هام يونايتد، بهدفين نظيفين، في الجولة الثالثة عشرة، لم يكن مجرد غياب لاعب عن التشكيلة، بل أثار جدلاً كبيرًا حول إدارة النجوم في الأندية الكبيرة، وضغط المباريات، والسياسات التكتيكية للمدرب الهولندي آرني سلوت، في وقت حساس من الموسم، الذي يسعى خلاله لاستعادة نغمة الانتصارات، والمضي قدمًا نحو الحفاظ على لقب الدوري.

كيف برر سلوت موقفه من غياب محمد صلاح؟

لم يكن جلوس صلاح على دكة البدلاء مفاجئًا بقدر ما كان متوقعًا، خصوصًا في ظل تمهيد مدرب ليفربول لهذا القرار منذ بداية الموسم، ومع ذلك، حمل حديثه نوعًا من الطمأنينة لجماهير الريدز، التي كانت تتساءل عن قراراته، حيث أوضح سلوت أن جلوس محمد صلاح على مقاعد البدلاء لم يكن عقوبة أو نتيجة لغضب، بل جاء ضمن سياسة تدوير التشكيلة لمواجهة ضغط المباريات، إذ خاض الفريق أربع مباريات خلال عشرة أيام.

وقال سلوت: «صلاح لاعب مهم جدًا للنادي وسيظل كذلك دائمًا، كان علينا إدارة الفريق بحكمة، وسنرى موقفه يوم الأربعاء»، وفي نفس الوقت، جاءت إشادته بأداء المهاجم ألكسندر إيزاك، الذي ساهم في الحفاظ على التوازن الهجومي للفريق خلال اللقاء، لتكون رسالة ضمنية لجماهير الفريق من وجهة نظر البعض.

أرقام محمد صلاح تحرج أرني سلوت

غياب صلاح عن التشكيلة الأساسية يعد حدثًا نادرًا، إذ شارك عبر تاريخه مع ليفربول في 419 مباراة سجل خلالها 250 هدفًا وصنع 116 هدفًا، وكانت آخر مرة جلس فيها على مقاعد البدلاء أمام إيفرتون يوم 21 يونيو 2020، هذه الأرقام تجعل أي قرار بعدم إشراكه حدثًا استثنائيًا، ويستدعي التحليل والمتابعة، خصوصًا مع دوره المحوري في صناعة الأهداف وقيادة الفريق في المباريات الحاسمة.

الجماهير تنقلب على سلوت بسبب قراره

الصحف ترصد مشهد جلوس محمد صلاح احتياطيا

تناولت الصحافة الإنجليزية قرار سلوت ما بين تساؤلات وتحليل، معتبرة أنه قد يكون تكتيكياً بحتاً، إذ أكد موقع أن الجلوس على الدكة لم يكن عقوبة، وأن مستقبل محمد صلاح مع الفريق لم يُحسم بعد، فيما رأت صحيفة أن القرار جاء مفاجئًا للجماهير ووسائل الإعلام، التي اعتادت مشاركته الدائمة منذ أبريل 2024، فيما أشار موقع إلى بعض الانتقادات المتعلقة بمستوى الدفاع والمساهمة الدفاعية لصلاح، ورأى أن غيابه ساعد الفريق على إعادة التوازن بين الدفاع والهجوم، مع التأكيد على أن الفريق قدم أداءً منظمًا، دون الاعتماد الكامل على «مو».

ورغم الجدل، تمكن ليفربول من تحقيق فوزه الثاني على التوالي بعد تعادلين متتاليين، ما أعاد الثقة جزئيًا للفريق، وأجل بعض الانتقادات الموجهة للمدرب سلوت، الهدفان سجلهما اللاعبون البدلاء، ما أبرز قدرة الفريق على التعويض دون الاعتماد الكامل على بعض العناصر، مع أهمية المرونة التكتيكية للمدرب خلال فترات ضغط المباريات.

فوز ليفربول على وست هام يونايتد جعله يستقر في المركز الثامن بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، برصيد 21 نقطة، من الانتصار في 7 مباريات، والخسارة 6 مرات.