شهدت العاصمة الإدارية الجديدة توقيع عقد إنشاء مجمع صناعات كيميائية فوسفاتية يعد من الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تم الاتفاق بين شركة السويدي للتنمية الصناعية وشركة CJN الصينية، ويقع المجمع في المنطقة الصناعية بالسخنة، ويهدف المشروع إلى تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية وتوفير نحو 10 آلاف فرصة عمل، كما يتضمن مراحل متعددة تشمل إنتاج مواد متقدمة مثل حمض الفوسفوريك ومواد البطاريات الكهربائية، مما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاستثمارية بمصر ويعزز موقعها كمركز إقليمي للصناعات الثقيلة والمتخصصة، ويعكس هذا المشروع التزام الدولة بتطوير قاعدة صناعية قوية تدعم الصادرات وتحقق التنمية المستدامة.
توقيع عقد إنشاء مجمع الصناعات الكيميائية الفوسفاتية بالسخنة
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، توقيع عقد لإنشاء أحد أكبر مجمعات الصناعات الكيميائية الفوسفاتية المتخصصة في الشرق الأوسط، حيث يقع المجمع في المنطقة الصناعية بالسخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك ضمن المدينة الصناعية المتكاملة "سخنة 360"، وقد تم التوقيع بين شركة السويدي للتنمية الصناعية وشركة CJN الصينية الرائدة عالميًا في مجال الصناعات الفوسفاتية، بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والدكتورة ناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والمهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي إلكتريك، بالإضافة إلى عدد من قيادات القطاع الصناعي والوفد الرسمي للشركة الصينية.
تفاصيل العقد والاستثمارات
تم توقيع العقد من قبل المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي للتنمية الصناعية، وهوانج تشيوهان، الرئيس التنفيذي لشركة CJN مصر، حيث يقام المشروع على مساحة تبلغ 905 آلاف متر مربع داخل مدينة "سخنة 360" التي تطورها وتديرها شركة السويدي للتنمية الصناعية، ومن المقرر تنفيذ المشروع على 3 مراحل متتالية، بإجمالي استثمارات تصل إلى حوالي مليار دولار لكامل المراحل، مما يوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسيخصص الجزء الأكبر من إنتاج المجمع للتصدير إلى أسواق جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
مراحل تنفيذ المشروع
يتكون المشروع من 3 مراحل متتابعة، حيث تبدأ المرحلة الأولى في 2026 ويتوقع تشغيلها التجاري في 2028، وتركز على تعظيم القيمة المضافة للخام المصري عبر إنتاج حمض الفوسفوريك وسمادي DAP وTSP بطاقة 300 ألف طن سنويًا لكل منهما، بينما تبدأ المرحلة الثانية في 2029 والتشغيل في 2031، وتركز على إنتاج الكيماويات الفوسفاتية المتخصصة عالية النقاء مثل حمض الفوسفوريك المنقى (PPA) بدرجتيه الصناعية والغذائية وفوسفات ثنائي الهيدروجين البوتاسيوم، وهي منتجات تُطرح لأول مرة في الشرق الأوسط، أما المرحلة الثالثة، فتنطلق في 2032 ويبدأ تشغيلها في 2034، وتمتد نحو صناعات مواد الطاقة الجديدة لإنتاج مواد البطاريات الكهربائية، وعلى رأسها فوسفات الحديد الليثيوم (LFP) وفوسفات ثنائي الهيدروجين الليثيوم، مما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي لصناعة مواد البطاريات الكهربائية.
أهمية المشروع
أعرب رئيس الوزراء عن تقديره لهذا المشروع، معتبرًا إياه إضافة جديدة لسجل إنجازات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب مشروعات صناعية ضخمة ضمن القطاعات ذات الأولوية الوطنية، حيث أكد مدبولي أن هذه الخطوات الإيجابية تتماشى مع خطة الدولة لبناء قاعدة صناعية قوية تعزز القدرات الإنتاجية المحلية وتدعم الصادرات الوطنية، مستفيدة من الإمكانات اللوجستية المتطورة على الصعيد المحلي والتي شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
توطين الصناعات الثقيلة
من جهته، أوضح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن توقيع عقد إنشاء هذا المجمع الصناعي العملاق داخل منطقة السخنة الصناعية يمثل خطوة جديدة في مسار توطين الصناعات الثقيلة والمتخصصة داخل المنطقة الاقتصادية، حيث أكد جمال الدين أن المشروع يعكس ثقة الشركاء العالميين في البيئة الاستثمارية الداعمة التي توفرها الدولة المصرية، وفي البنية المتطورة التي تتميز بها منطقة السخنة باعتبارها منصة صناعية ولوجستية قادرة على خدمة الأسواق الإقليمية والعالمية، وأضاف أن منطقة السخنة الصناعية تتكامل بصورة مباشرة مع ميناء السخنة، مما يوفر منظومة لوجستية متكاملة تضمن سهولة ويسر حركة التصدير وتعزز قدرة المجمعات الصناعية الجديدة على النفاذ السريع إلى مختلف الأسواق.
رؤية المستثمرين
من جانبه، أكد المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي للتنمية الصناعية، أن المشروع يشكل نقلة نوعية في الصناعات المتخصصة داخل "سخنة 360" ليس فقط من حيث حجم الاستثمار، بل أيضًا بالنوعية المتقدمة للتكنولوجيا المستخدمة في صناعات المستقبل، بما في ذلك مواد البطاريات والطاقة الجديدة، حيث أوضح أن المشروع يعكس ثقة المستثمرين العالميين في قدرة مصر على التحول إلى مركز صناعي إقليمي قادر على إنتاج وتصدير منتجات عالية القيمة للأسواق العالمية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لزيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.
اختيار مصر كموقع استثماري
أكد هوانج تشيوهان، الرئيس التنفيذي لشركة CJN مصر، أن اختيار مصر جاء نتيجة تفوقها اللوجستي وامتلاكها احتياطيات ضخمة من خام الفوسفات، بالإضافة إلى ما توفره المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من بيئة صناعية قادرة على خدمة سلاسل التوريد العالمية بتكلفة تنافسية، مشيرًا إلى أن مشروع مصر سيكون أكبر توسع خارجي في تاريخ الشركة، جدير بالذكر أن المشروع يتضمن إنشاء مركز بحث وتطوير متخصص لتعزيز البحث العلمي في تقنيات الصناعات الكيميائية المعتمدة على الفوسفات، وسيتم إطلاق المركز مع المرحلة الأولى من المشروع لضمان توطين الصناعة داخل السوق المصرية.

التعليقات