في إطار تعزيز العلاقات المصرية التركية، التقى وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، حيث أعرب عبد العاطي عن تعازي مصر في ضحايا حادث الطائرة العسكرية، مؤكدًا على تضامن مصر مع تركيا في هذا المصاب الأليم. كما تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والاستثمار، مع التأكيد على أهمية رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. وأكد الوزيران على ضرورة دعم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في غزة والسودان وليبيا وسوريا، مع التركيز على تعزيز الشراكة المصرية التركية في أفريقيا.

اللقاء بين مصر وتركيا

التشاور والتنسيق الدوري

في إطار التنسيق المستمر بين مصر وتركيا، التقى اليوم الأربعاء د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع السيد هاكان فيدان وزير خارجية تركيا خلال زيارته الرسمية إلى أنقرة، حيث بدأ الوزير عبد العاطي اللقاء بتقديم تعازي مصر، حكومةً وشعبًا، للجمهورية التركية في ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكدًا على تضامن مصر الكامل مع تركيا في هذا المصاب الأليم.

تعزيز التعاون الثنائي

خلال اللقاء، أكد الوزيران على حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، والبناء على الزخم الذي تحقق خلال العامين الماضيين، حيث أشار الوزير عبد العاطي إلى الزيارتين المتبادلتين بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي، اللتين أسستا لمرحلة جديدة في التعاون بين البلدين بعد إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، كما أشار الجانبان إلى رمزية العام الجاري الذي يمثل مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين.

الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة

أضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبد العاطي ثمن الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين الذي يُعقد في أنقرة برئاسة وزيري خارجية البلدين، وذلك تحضيرًا لزيارة الرئيس التركي إلى القاهرة عام ٢٠٢٦، وعقد منتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة المرتقبة، كما تناول اللقاء سبل دعم التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، حيث أكد الوزير عبد العاطي على تطلع مصر لرفع حجم التبادل التجاري إلى ١٥ مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وتعزيز الاستثمارات التركية المباشرة في مجالات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة والتكنولوجيا.

التعاون في مجالات جديدة

ناقش الجانبان أيضًا التعاون في مجالات التحول الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية والطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى فرص التعاون في استكشاف المعادن النادرة، وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تناول الوزيرين تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكدا على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي.

مؤتمر القاهرة الدولي

كما تناول الجانبان التحضيرات لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر، بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع، وأكد الوزيران على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض.

الأوضاع في السودان وليبيا

تناولت المباحثات تطورات الأوضاع في السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان، وإدانة الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد، واتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطني، وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، جدد الوزير عبد العاطي التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية، والدعوة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن.

التطورات في سوريا وأفريقيا

كما تناولت المباحثات التطورات في سوريا، حيث أكد الوزير عبد العاطي على موقف مصر الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض أي تدخلات تقوض استقرار البلاد، داعيًا إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري، وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، أكد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المصري–التركي في أفريقيا، بما يسهم في دعم التنمية والاستقرار، واتفقا على تعزيز الشراكة الثلاثية المصرية–التركية–الأفريقية من خلال المشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة.

إهداء تمثال أمنحتب الثالث

في ختام اللقاء، قام الوزير عبد العاطي بإهداء الجانب التركي نسخة من تمثال أمنحتب الثالث بالحجم المتحفي، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية بين البلدين، على أن يُعرض التمثال في أحد الميادين أو الأماكن الهامة بالعاصمة التركية أنقرة تخليدًا لهذه المناسبة.