حدد القانون المصري العقوبة المتعلقة بالشروع في القتل، حيث يُعتبر هذا الفعل من أخطر الجرائم التي يواجهها النظام القانوني المصري، إذ يمثل اعتداءً مباشرًا على حق الحياة حتى وإن لم تكتمل الجريمة، وقد وضع قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 وتعديلاته نصوصًا واضحة لتنظيم العقوبات المقررة على مرتكبي هذه الجناية، مع وجود تشديدات في حال توافر ظروف خاصة مثل سبق الإصرار أو إذا كانت الجريمة موجهة ضد طفل.

عقوبة الشروع في القتل

فيما يتعلق بعقوبة الشروع في القتل، فقد عرفت المادة 45 من قانون العقوبات الشروع بأنه البدء في تنفيذ فعل بهدف ارتكاب جناية أو جنحة إذا تم إيقافه أو خاب أثره لأسباب لا تتعلق بإرادة الفاعل، ولا يُعتبر الشروع مجرد العزم أو الأعمال التحضيرية، بينما نصت المادة 46 على العقوبات المقررة للشروع في الجنايات، ومنها الشروع في القتل، على النحو التالي:

  • السجن المؤبد إذا كانت العقوبة الأصلية للجناية هي الإعدام
  • السجن المشدد إذا كانت العقوبة هي السجن المؤبد
  • السجن المشدد لمدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى إذا كانت العقوبة هي السجن المشدد
  • السجن لمدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى أو الحبس إذا كانت العقوبة السجن
  • كما أكدت المادة 47 على أن القانون يحدد الجنح التي يُحاسب فيها على الشروع، إضافة إلى عقوبتها

مدة سجن الشروع بالقتل

أما بالنسبة لمدة السجن المتعلقة بالشروع في القتل، فإنها تختلف وفق العقوبة الأصلية المقررة لجريمة القتل لو تمت بالكامل، فإذا كان القتل العمد عقوبته الإعدام، يصبح الشروع فيه سجنًا مؤبدًا، وإذا كانت عقوبة الجريمة الكاملة السجن المؤبد، يصبح الشروع سجنًا مشددًا، وفي الحالات الأخرى، تكون العقوبة السجن أو الحبس لمدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى لجريمة القتل المكتملة، وبالتالي قد يواجه الشخص المتورط في شروع القتل عقوبة قد تصل إلى المؤبد وفق ظروف الواقعة.

عقوبة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد

وفيما يتعلق بعقوبة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، ففي حال اقترن هذا الفعل بظروف مشددة مثل سبق الإصرار، والترصد، واستخدام أسلحة نارية أو بيضاء، أو ارتكاب الجريمة بحق طفل أو تحت تهديد، فإن العقوبة تصبح أشد، وبموجب المادة 116 مكررًا، يُضاعف الحد الأدنى للعقوبة إذا كانت الجريمة ارتكبت ضد طفل، أو كان الجاني أحد الوالدين أو المسؤولين عن رعاية المجني عليه، مما يعني أن الشروع في القتل مع سبق الإصرار قد يصل إلى السجن المؤبد في بعض الحالات.

البراءة في الشروع في القتل

أما بالنسبة للبراءة في قضايا الشروع في القتل، فإنه من الممكن صدور حكم بالبراءة في حالات محددة، مثل: إذا ثبت للمحكمة أن الفعل لم يتجاوز مرحلة التهديد أو النية دون شروع فعلي، أو إذا كان الدليل غير كافٍ لإثبات نية القتل أو وجود نية لإزهاق الروح، أو إذا اعتُبر الاعتداء جنحة ضرب وليس شروعًا في القتل وفق تقرير الطب الشرعي والنية الإجرامية، وفي هذه الحالة قد يتم تعديل التهمة إلى جنحة ضرب عمد أو إصابة، مما يؤدي إلى تغيير العقوبة بشكل كامل.