يتطلع المنتخب السعودي للناشئين إلى كتابة فصل جديد من المجد الكروي في كأس العالم تحت 17 عاما التي تحتضنها قطر خلال الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر، حيث يدخل الأخضر البطولة بطموحات كبيرة بعد عودة طال انتظارها دامت 36 عاما إلى الساحة العالمية، ويأمل اللاعبون في أن تكون هذه المشاركة بداية لعصر جديد يعيد للأذهان إنجاز 1989 الخالد الذي وضع الكرة السعودية على خريطة البطولات العالمية، وتأتي هذه المشاركة أيضا لتؤكد تطور العمل القاعدي في المنتخبات السعودية خلال السنوات الأخيرة بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية واستثمارها في المواهب الناشئة التي تمثل مستقبل الكرة في المملكة.

استعاد الأخضر مكانه في المونديال عقب حلوله وصيفا لمنتخب أوزبكستان في كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاما التي استضافها على أرضه، ليحجز بطاقة التأهل إلى البطولة العالمية التي توج بها عام 1989، وهي النسخة التي تبقى علامة مضيئة في تاريخ الكرة السعودية والعربية، ويأمل الجيل الحالي في تكرار ذلك المجد وتقديم أداء يليق باسم المنتخب.

تشكيلة متجانسة يقودها عبدالوهاب الحربي

اعتمد المدرب عبدالوهاب الحربي على التشكيلة الأساسية نفسها التي تألقت في البطولة الآسيوية الماضية، حيث يقود الهجوم عبدالهادي المطيري، بمساندة صانع الألعاب الموهوب عبدالرحمن السفياني، إلى جانب سرعة الجناح صبري دهل التي تمنح الفريق بعدا هجوميا مهما، كما يمثل لاعب الوسط عبدالعزيز الفواز أحد أهم مفاتيح اللعب بفضل قدرته على الربط بين الدفاع والهجوم، وهو ما سيحدد بشكل كبير قدرة الأخضر على المضي بعيدا في البطولة.

يبدأ المنتخب السعودي مشواره بمواجهة النمسا يوم الأربعاء، ثم يلتقي نيوزلندا في الثامن من نوفمبر، ويختتم مبارياته في المجموعة بمواجهة منتخب مالي في الحادي عشر من الشهر نفسه، والذي يعد من أبرز المنافسين على بطاقة التأهل، ويطمح الأخضر في تجاوز هذا الدور بثقة والعبور نحو مراحل متقدمة من البطولة.

ذكريات المجد في مونديال 1989

تعد مشاركة المنتخب السعودي في نسخة 1989 من كأس العالم للناشئين إنجازا تاريخيا ما زال محفورا في ذاكرة الجماهير، إذ كانت المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب عربي بلقب كأس العالم بمختلف فئاتها السنية، وضم ذلك الجيل الذهبي أسماء أصبحت لاحقا من أبرز نجوم الكرة السعودية مثل محمد الدعيع وفؤاد أنور وغيرهما ممن شاركوا في أول مونديال للكبار عام 1994 في أمريكا.

رحلة التتويج التاريخي

وقع المنتخب السعودي آنذاك في المجموعة الرابعة إلى جانب البرتغال وغينيا وكولومبيا، واستهل مشواره بتعادل ثمين 2-2 أمام البرتغال التي قادها النجم الصاعد حينها لويس فيغو، وسجل للأخضر اللاعب جبرتي الشمراني هدفين منحا الفريق دفعة معنوية قوية، وفي المباراة الثانية تعادل الأخضر بالنتيجة نفسها أمام غينيا بعد أن سجل خالد الرويحي الهدف الثاني، ليواصل تألقه في المباراة الثالثة ويقود السعودية للفوز على كولومبيا بهدف نظيف حمل توقيعه أيضا، وبهذه النتائج تأهل المنتخب إلى ربع النهائي بعد أن حل ثانيا في مجموعته بفارق الأهداف عن البرتغال.

وفي دور الثمانية واجه الأخضر منتخب نيجيريا وتمكن من التغلب عليه بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، ليضرب موعدا خليجيا مثيرا مع البحرين في نصف النهائي حيث نجح خالد الرويحي في تسجيل هدف الفوز الذي قاد السعودية إلى النهائي أمام اسكتلندا صاحبة الأرض والجمهور.

تتويج لا يُنسى للأخضر السعودي

دخل المنتخب السعودي المباراة النهائية بعزيمة الأبطال، ورغم تأخره بهدفين أمام اسكتلندا إلا أنه عاد بقوة ونجح في تعديل النتيجة بفضل هدفي سليمان الرشودي ووليد الطرير، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمها الأخضر لصالحه بنتيجة 5-4 ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب كأول منتخب عربي وآسيوي يتوج بلقب كأس العالم للناشئين.

طموح متجدد لجيل واعد

يدخل المنتخب السعودي نسخة 2025 من البطولة بعزيمة متجددة وإصرار على استعادة الأمجاد، مستفيدا من دعم جماهيري كبير وثقة متنامية في قدرات اللاعبين، ويأمل الجميع أن يكون هذا الجيل امتدادا لجيل 1989 وأن يواصل كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم السعودية التي لطالما كانت مثالا للإصرار والإنجاز، ويغطي موقع إقرأ نيوز كل تفاصيل رحلة الأخضر لحظة بلحظة في هذا الحدث العالمي المرتقب.