لا يزال فريق سانديرلاند يواصل تحدي كل التوقعات التي سبقت انطلاق الموسم، حيث يستعد لاستضافة نظيره إيفرتون على ملعب ستاديوم أوف لايت مساء الاثنين، في ختام مباريات الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

في الوقت الذي فشل فيه باريس سان جيرمان بطل أوروبا في تحقيق المجد العالمي بكأس العالم للأندية، نجح سانديرلاند في كتابة فصلاً جديدًا في تاريخه داخل البريميرليغ، بعدما تمكن من قلب الطاولة على تشيلسي في عقر داره والانتصار عليه بنتيجة 2-1 خلال الجولة التاسعة.

فبعد أن افتتح الأرجنتيني أليخاندرو غاراناتشو التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة الرابعة، ظن الجميع أن الأمور ستتجه لانتصار مريح لتشيلسي، لكن الفرنسي ويلسون إيسيدور أعاد الأمل سريعًا بإدراك التعادل، قبل أن يوجه الجزائري الشاب شمس الدين طالبي الضربة القاضية بهدف قاتل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني.

أرقام استثنائية لفريق صاعد حديثًا

بهذا الفوز المثير، رفع سانديرلاند رصيده إلى 17 نقطة من 9 مباريات، ليصبح صاحب أفضل انطلاقة لفريق صاعد حديثًا إلى الدوري الإنجليزي منذ موسم 2008-2009، عندما جمع هال سيتي 20 نقطة في نفس المرحلة.

ورغم تراجعه إلى المركز السادس بعد فوز كلٍّ من ليفربول وتشيلسي في مباريات السبت، فإن فريق المدرب ريجيس لو بريس ما زال في سباق المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، إذ يمكنه العودة إلى المربع الذهبي حال انتصاره على إيفرتون في مواجهة الاثنين.

ومن المثير أن سانديرلاند حصد سبع نقاط من مواقف كان متأخرًا فيها بالنتيجة هذا الموسم، وهو ما يعكس الروح القتالية والعزيمة التي تميز أداء الفريق في كل جولة.

إيفرتون يبحث عن الخروج من دوامة التراجع

على الجانب الآخر، يدخل إيفرتون المواجهة بمعنويات مهتزة بعد خسارتين متتاليتين أمام مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير، حيث سقط بثلاثية نظيفة على أرضه في الجولة الماضية، في لقاء كشف عن ضعف دفاع الفريق أمام الكرات العرضية والثابتة.

ويحتل الفريق بقيادة المدرب ديفيد مويس المركز الخامس عشر في جدول الترتيب برصيد 9 نقاط، متقدمًا بخمس نقاط فقط عن مراكز الهبوط، وهو ما يضعه تحت ضغط كبير لتصحيح المسار سريعًا.

وتشير الإحصاءات إلى أن إيفرتون لم يحقق أي فوز خارج أرضه منذ بداية الموسم، وتلقى الهزيمة في آخر ثلاث مباريات له خارج الديار، كما فشل في الحفاظ على نظافة شباكه في أي لقاء بعيدًا عن ملعبه.

التاريخ في صالح التوفيز.. ولكن!

رغم الأزمات الأخيرة، فإن إيفرتون يمتلك أفضلية تاريخية على حساب سانديرلاند، بعدما فاز في آخر ثلاث مواجهات بين الفريقين بنتيجة إجمالية 8-0. ومع ذلك، فإن آخر لقاء جمعهما في البريميرليغ يعود إلى فبراير 2017، حين كان حارس مرمى إنجلترا الحالي جوردان بيكفورد يحرس عرين سانديرلاند نفسه.

ومع الأداء الملهم الذي يقدمه الفريق الصاعد هذا الموسم، سيكون عشاق الكرة الإنجليزية على موعد مع مواجهة مثيرة بين الطموح والرغبة في البقاء، في أمسية قد تكتب فصلاً جديدًا في حكاية “القطط السوداء” المدهشة.