حددت الجهات المختصة موعد جلسة 9 نوفمبر المقبل للنظر في أولى جلسات محاكمة ممرضة شابة، حيث قامت بإشعال النيران عمدًا في سبع غرف رعاية مركزة بمستشفى حلوان العام، في واحدة من أغرب القضايا التي كشفت التحقيقات تفاصيلها المروعة.

محاكمة ممرضة بتهمة إشعال النيران عمدًا في 7 غرف رعاية

وقد تم تحديد القضية في الدائرة 4 بمحكمة جنايات 15 مايو، برقم 33 لسنة 2025 حصر تحقيق حلوان الكلية، والمقيدة برقم 1893 لسنة 2025 كلي حلوان، حيث تمت التحقيقات تحت إشراف المستشار هشام رأفت، المحامي العام الأول لنيابة حلوان الكلية.

تعود أحداث الواقعة إلى تلقي غرفة عمليات الحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة بلاغًا عاجلًا من إدارة مستشفى حلوان العام، يفيد باندلاع حريق محدود داخل قسم الرعاية المركزة بالمستشفى.

وانتقلت قوات الإطفاء والإنقاذ مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء، وتم فرض كردون أمني واسع حول المستشفى، وتخصيص مسارات إخلاء لنقل المرضى إلى مناطق آمنة داخل المبنى.

ومع بدء عملية الفحص والمعاينة داخل القسم، تبيّن أن النيران نشبت في غرفة مخصصة للأجهزة الطبية، وامتدت جزئيًا إلى بعض المحاليل والأسلاك المتصلة بالأجهزة الحساسة، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة عليها في وقت قياسي حال دون امتدادها إلى الغرف والأجنحة المجاورة.

ووفقًا لإدارة المستشفى، فقد تم إخلاء حوالي 16 مريضًا من غرف العناية المركزة بالتعاون مع الطواقم الطبية وقوات الأمن، وتم نقل بعضهم إلى مستشفيات مجاورة حفاظًا على سلامتهم واستمرار تلقي العلاج دون انقطاع.

وكشفت تحريات المباحث وتحليل الأدلة الجنائية مفاجأة غير متوقعة، حيث توصلت الجهات الأمنية إلى أن وراء الواقعة إحدى الممرضات العاملات بالمستشفى، وتُدعى شروق ع، البالغة من العمر 23 عامًا.

وبعد استجوابها ومراجعة كاميرات المراقبة وشهادات زملائها، تبين أن المتهمة كانت موجودة في موقع الحريق قبل اندلاعه بدقائق، وأنها استخدمت قفازًا طبيًا مبللًا بالكحول المعجل للاشتعال، وأشعلته بقداحة صغيرة كانت بحوزتها، ثم ألقته داخل الغرف تباعًا دون أن يلاحظها أحد.

وأثبت تقرير مصلحة الأدلة الجنائية أن الحريق تم باستخدام مادة كحولية سريعة الاشتعال، وأن التلفيات الناتجة شملت سبع غرف رعاية مركزة بالكامل، بالإضافة إلى عدد من الأجهزة والمحاليل الطبية الحساسة.

وجاءت اعترافات الممرضة صادمة ومليئة بالتفاصيل المثيرة للقلق، ففي محضر التحقيقات، قالت المتهمة: لم أكن أنوي إحراق المستشفى، لكن ما كان في ذهني هو رؤية النار وهي تشتعل وإرعاب الناس، هذه متلازمة لدي، أحب رؤية النار وهي مشتعلة والناس تخاف منها

عقب انتهاء التحقيقات، قررت نيابة حلوان الكلية حبس المتهمة في البداية، ثم أمرت بإحالتها إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد أن ثبتت بالأدلة المادية والمعملية مسؤوليتها المباشرة عن الواقعة.

ووجهت إليها النيابة تهمة إشعال النار عمدًا في مبنى حكومي تابع لوزارة الصحة أثناء تأدية وظيفتها، وهي جناية يعاقب عليها القانون بالسجن المشدد وفقًا للمواد 252 و253 من قانون العقوبات المصري.

وأكدت تقارير المعاينة الفنية أن الحريق خلّف تلفيات مادية جسيمة في سبع غرف رعاية مركزة، شملت أجهزة تنفس صناعي وأسِرّة طبية وشبكات تغذية مركزية، بالإضافة إلى خسائر مادية أخرى تُقدّر بعشرات الآلاف من الجنيهات.