تعتبر كولومبيا من الدول التي تأثرت بشكل كبير بمشكلة المخدرات حيث شهدت في السنوات الأخيرة تصاعداً في العنف والإجرام نتيجة لتجارة المخدرات التي تسيطر على أجزاء واسعة من أراضيها ومع إدارة ترامب كانت هناك انتقادات حادة تجاه السياسات الأمريكية التي اعتُبرت غير فعالة في معالجة هذه الظاهرة حيث اعتبرت كولومبيا أن الدعم العسكري والاقتصادي لم يكن كافياً لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد بسبب المخدرات مما جعل الحكومة الكولومبية تطالب بتغييرات جذرية في استراتيجيات مكافحة المخدرات وتعاون أكبر بين البلدين لمواجهة هذه القضية التي تؤثر سلباً على المجتمع الكولومبي وتسبب أزمات إنسانية واجتماعية متزايدة.
انتقادات الرئيس الكولومبي للحكومة الأمريكية
في خطوة غير مسبوقة، انتقد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو الحكومة الأمريكية بعد أن وضعت كولومبيا على قائمة الدول غير المتعاونة في الحرب على المخدرات، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، حيث تعتبر هذه الخطوة بمثابة تحدٍ كبير لعلاقات البلدين، وقد جاءت في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في كولومبيا العام المقبل، مما يثير تساؤلات حول تأثير السياسة الأمريكية على الشأن الداخلي الكولومبي.
اتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية
في رسالة عبر تطبيق إكس، اتهم الرئيس بيترو الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض "رئيس دمية" في كولومبيا، معربًا عن مخاوفه من أن هذا التدخل قد يهدد سيادة بلاده، حيث قال: "سيرد الشعب الكولومبي بما إذا كان يرغب في رئيس دمية، أو دولة حرة وذات سيادة"، مشددًا على أنه لن يسمح لبلاده بالانحناء لمصالح الولايات المتحدة، ولن يترك الفلاحين الذين يزرعون الكوكا يتعرضون للضغوط.
تداعيات القرار الأمريكي
تأتي هذه الانتقادات بعد أن أضافت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كولومبيا إلى قائمة الدول غير المتعاونة في الحرب على المخدرات، مما يعكس الزيادة الكبيرة في إنتاج الكوكايين في البلاد، بالإضافة إلى تباطؤ جهود القضاء على زراعة الكوكا، ومع ذلك، فقد أصدرت الولايات المتحدة إعفاءً يحول دون أي خفض كبير في المساعدات المقدمة لكولومبيا، التي تعتبر من أقوى حلفاء واشنطن في أمريكا اللاتينية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون بين البلدين في هذا المجال.
التعليقات