تسعى روسيا حاليًا إلى دفع مواطنيها لتنزيل التطبيق الوطني الجديد MAX الذي يُعتبر “سوبر تطبيق” شامل يجمع جميع احتياجات المستخدمين الرقمية اليومية في منصة واحدة ويهدف هذا التطبيق، المدعوم من الدولة، إلى تعزيز التكنولوجيا المحلية في مواجهة التطبيقات العالمية مثل واتساب وتيليجرام في ظل القيود المفروضة على هذه المنصات بسبب اتهامات بعدم التعاون مع السلطات الروسية في قضايا الأمن والاحتيال حيث يتوقع أن يصبح MAX جزءًا أساسيًا من الحياة الرقمية للمواطنين الروس مع تثبيته مسبقًا على جميع الأجهزة المباعة في البلاد.
روسيا تطلق التطبيق الوطني MAX لتعزيز التكنولوجيا المحلية
تسعى روسيا بكل جهدها لدفع جميع مواطنيها لتنزيل التطبيق الوطني الجديد MAX، الذي يُعتبر “سوبر تطبيق” شامل يجمع كل احتياجات المستخدم الرقمية في مكان واحد، يأتي هذا التطبيق المدعوم من الدولة كجزء من مبادرة أوسع لتعزيز التكنولوجيا المحلية، حيث يهدف إلى منافسة تطبيقات عالمية مثل WeChat وواتساب، الحكومة الروسية تروج لهذا التطبيق بشكل مكثف عبر لوحات الإعلانات والمدارس، كما يتم تثبيته مسبقًا على الهواتف الجديدة، مما يسهل على المواطنين استخدامه.
وفقًا للشركة المالكة للتطبيق، فقد أنشأ أكثر من 45 مليون شخص حسابًا على MAX، مما يعني أن نحو ثلث سكان روسيا يستخدمون هذا التطبيق، في المتوسط، يستخدم التطبيق يوميًا نحو 18 مليون شخص، وهذا يدل على نجاح الحملة الترويجية ومدى أهمية التطبيق في حياة المواطنين اليومية، ومع تزايد عدد المستخدمين، يبدو أن الحكومة الروسية تسير في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز التكنولوجيا المحلية.
قيود الاستخدام والتواصل عبر MAX
تم إطلاق MAX في مارس، ولا يمكن تثبيته إلا باستخدام أرقام هواتف روسية أو بيلاروسية، مما يعني أن الروس المقيمين في الخارج لن يتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم إلا إذا امتلكوا رقمًا روسيًا أو بيلاروسيًا، وفي أغسطس، أعلنت الحكومة الروسية أن MAX سيكون من بين التطبيقات الإلزامية المثبتة مسبقًا على جميع الأجهزة، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المباعة في روسيا اعتبارًا من 1 سبتمبر، هذه الخطوات تعكس سياسة الحكومة في تعزيز السيطرة على وسائل الاتصال.
الإنترنت السيادي والقيود على التطبيقات الأجنبية
يُعتبر إطلاق هذا “السوبر تطبيق” جزءًا من جهود الرئيس فلاديمير بوتين لتشديد السيطرة على الإنترنت داخل البلاد، حيث يسعى الكرملين لنقل الروس إلى ما يسمى بـ”الإنترنت السيادي”، وهو عالم رقمي منفصل عن التكنولوجيا الغربية، ومن المقرر أيضًا تثبيت تطبيق روسي لمشاهدة القنوات التلفزيونية الحكومية على جميع التلفزيونات الذكية المباعة في روسيا اعتبارًا من 1 يناير 2026، ليتمكن المواطنون من متابعة القنوات الحكومية مجانًا، يأتي هذا الدفع نحو التطبيقات المحلية بعد إعلان روسيا عن قيود على بعض المكالمات عبر واتساب وتيليجرام، حيث اتهمت تلك المنصات الأجنبية بعدم مشاركة المعلومات مع السلطات في قضايا الاحتيال والإرهاب.
بيانات المستخدم وحماية الخصوصية في تطبيق MAX
على الرغم من المخاوف المتعلقة بالخصوصية، نفت الإعلام الحكومي المزاعم بأن MAX هو تطبيق للتجسس، وأكدت أن التطبيق يمتلك صلاحيات أقل للوصول إلى بيانات المستخدم مقارنة بواتساب وتيليجرام، وهذا قد يعزز ثقة المستخدمين في استخدام التطبيق الوطني الجديد، ومع استمرار الحكومة في تعزيز استخدام MAX، يبقى السؤال حول كيفية تأثير ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في البلاد.

التعليقات